** وصل التفاهم والتناغم الذي أظهره لنا النجمان البارعان (ليونيل ميسي ونيمار داسيلفا) في صفوف الفريق الكتالوني لأعلى مستوياته منذ انطلاق الموسم الكروي الحالي، وهو ما انعكس إيجاباً على نتائج برشلونة في الفترة الحالية، خاصة بعد أن تقلص الفارق في بطولة الدوري لنقطتين فقط، وبعد أن نجح الفريق في الوصول إلى نهائي كأس ملك إسبانيا.. حيث أشارت الصحف إلى أن «البلوجرانا» أصبحوا أصحاب الكلمة العليا في جني ثمارهم بأيديهم دون النظر أو الاعتماد على نتائج الفرق الأخرى. فالبارشا سيواجه أتليتك بيلباو في نهائي الكأس بعد أن دك حصونه قبل أربع جولات بخماسية في ملعب «السان ماميس» وأمام أنصار ممثل إقليم الباسك، إضافة إلى أن برشلونة سيلعب مباراة «الكلاسيكو» مع ريال مدريد في بطولة الدوري في ملعبه «كامب نو» وبدعم أنصاره مما يمنحه أفضلية استعادة الصدارة. ولا ننسى أن برشلونة بأدائه الذهبي ضد مانشستر سيتي في ذهاب دوري أبطال أوروبا عكس لنا شخصية أوروبية حديدية يصعب الاستهانة بها.. بل إنها شخصية الفريق البطل القادر على التتويج باللقب. ** يحسب للفريق الكتالوني ومدربه لويس انريكي وإدارة النادي قدرتها على خلق أجواء مناسبة أسهمت بفاعلية في تفاهم النجمين البرازيلي والأرجنتيني مما انعكس إيجاباً على نتائج الفريق في كل المنافسات التي يخوضها. ويحسب لبرشلونة كفريق قدرته على تجاوز أزمة الثقة التي مرّ بها المدرب وبعض أفراده.. وجعلت منه صيداً سهلاً لأقلام الإعلام الإسباني الذي أخذ يكتب هنا وهناك وينشر التقارير العديدة منها الصحيح والمغلوط، ولكن الفريق بقيادة مدربه وإدارته تكاتفوا معاً ليدحضوا كل الإشاعات والمشكلات التي واجهتهم.. وينهضوا ليقدموا أفضل المستويات مقرونة بالنتائج الإيجابية التي ساعدت الجميع على تجاوز الأزمة. ** في المقابل لم يتمكن ريال مدريد حتى اللحظة.. من جني ثمار تفاهم نجميه (كريستيانو رونالدو وجاريث بيل)، فعلى الرغم من النجاحات التي حققها الفريق الملكي في الموسم الماضي وتحقيقه لدوري أبطال أوروبا بقيادة مدربه كارلو أنشيلوتي، وعلى الرغم أيضاً من تصدره للترتيب العام لبطولة الدوري الإسباني حالياً إلا أن الفريق لم يجنِ ثمار تفاهم وتناغم النجمين بالفعل، مما أثر سلباً على أداء الميرنجي، وانعكس على نتائجه بصورة أدت لخروجه من مسابقة كأس الملك، وبشكل انعكس على نتائجه في بطولة الدوري (الليجا). ** لم يتمكن المدرب كارلو انشيلوتي المعروف بحنكته وقدرته على صنع المعجزات خلف الكواليس (ولا إدارة النادي الملكي) على حل النزاع الذي تكرر وما زال يتكرر بين رونالدو وبيل حيث إن الفردية طغت على الاثنين، وأصبح كل منهما يفكر في مصالحه الشخصية على حساب مصلحة الفريق. وقد لا يرى البعض وجود أي خلافات بين النجمين البارزين، ولكن ردة فعل كل منهما تجاه الآخر أثناء المباريات بعد كل كرة يخفق فيها أحدهما هي أكبر دليل على أن الفردية تعد مشكلة أساسية تشوب أداء رونالد وبيل. ** ما زالت الكرة في ملعب ريال مدريد، ولم يفت الأوان بعد.. وبإمكانهم التكاتف معاً كفريق واحد، والتعاون من أجل تحقيق المصلحة العامة. ويمتلك كارلو أنشيلوتي كل مقومات النجاح للحفاظ على هدوئه وهدوء لاعبيه للخروج من معضلة هبوط مستوى الأداء، والفردية التي شابت أداء بعض نجومه فيما مضى. ** التفاهم الذي أظهره كلاً من ميسي ونيمار دفع العديد من الخبراء والنقاد لأن يرشحوا برشلونة لتحقيق لقب كأس الملك بسهولة، ومنحوا أفضلية الفوز بلقب بطولة الدوري للبلوجرانا.. مع ترشيحهم للمنافسة بقوة على لقب دوري أبطال أوروبا للموسم الحالي. ** الفترة المتبقية من منافسات الموسم الحالي.. هي فترة جني الثمار بالفعل.. نظير ما قام به الفريق وإدارته ومدربه من عمل وجهد منذ انطلاقة الموسم الكروي.