هو الكلاسيكو العالمي الأول من حيث الندية والإثارة والقوة والتاريخ، وهو الكلاسيكو الأكثر مشاهدة من قبل عشاق اللعبة في أنحاء المعمورة. فالجميع يترقب مواجهة ريال مدريدوبرشلونة مع بداية كل موسم حيث تتجه الاهتمامات لموعد الكلاسيكو في جدول مباريات الدوري الإسباني. إضافة إلى أن عشاق المستديرة يتطلعون للمنافسة المستمرة بين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي والتي لازال الاثنان يواصلان تسجيل وتحطيم الأرقام دون توقف كأكثر اللاعبين في تاريخ الليجا منافسةً. كريستيانو رونالدو بعد أن انتقد موعد الكلاسيكو قائلاً: «لا أفهم كيف تم تحديد هذا الموعد.. مباشرةً بعد نهاية جولة دوري الأبطال!. هذا الموعد يعكس لنا أن هناك من لا يهتم بالتفاصيل، فالجميع يعرف أنه من الصعب على أي فريق أن يستعيد لياقته في هذه الفترة القصيرة، وفي ظل ضغط المباريات الذي نمر به». ليتوجه رونالدو بعد ذلك إلى كل الأسئلة والمقارنات التي أقحمت اسمه مع اسم الأرجنتيني ليونيل ميسي ليرد عليها رونالدو قائلاً:» أنا لا ألعب ضد ميسي وحده، فنحن ريال مدريد يلعب ضد برشلونة». في إشارة واضحة من النجم الكبير إلى أن العمل الجماعي للفريق هو الفيصل في موضوع مواجهة الكلاسيكو. وعند الحديث عن العمل الجماعي فإن الفريقين شهدا تحسناً ملموساً وظاهراً في الآونة الأخيرة، وأشادت الصحف الإسبانية والأوروبية بالجماعية التي أظهرهاريال مدريد ضد ليفانتي في بطولة الدوري وضد ليفربول في المباراتين الماضيتين. وهو ما طمأن المدرب الايطالي كارلو أنشيلوتي الذي يعول على جماعية وتماسك وترابط خط الوسط الشيء الكثير في خططه التكتيكية. ومع غياب جاريث بيل والدفع بإيسكو بدلاً عنه فإن الفريق أظهر توازناً في أدائه بأسلوب أفضل من قبل، وفي ظل التفاهم الجيد بين كل من إيسكو وخاميس رودريجيز ومودريتش وكروس فإن الفريق الملكي سيطر وتحكم بالكرة بصورة عكست مدى القوة الفنية التي يتمتع بها الميرنجي في الفترة الحالية والتي مكنته من تحطيم ليفربول في الآنفيلد بثلاثية نظيفة. وإسترسالاً في الحديث عن العمل الجماعي.. وعما كتبته الصحف الإسبانية والأوروبية فإن برشلونة على الطرف الآخر بات يمتلك عنصراً مرعباً وخطيراً بعد التفاهم الكبير الذي أظهره النجمين ليونيل ميسي ونيمار داسيلفا في الآونة الأخيرة، فاللاعبان باتا يسجلان ويصنعان لبعضهما بعضا بطريقة ساعدت الفريق الكتالوني على حسم الكثير من الأمور الفنية داخل المستطيل الأخضر، وبصورة يسرت من عمل المدرب لويس انريكي الذي اعتبر نفسه محظوظاً بتواجد ميسي ونيمار في فريق يشرف على تدريبه. ثم إن عودة لويس سواريز للعب في التشكيل الأساسي ستكون إضافة كبيرة دون أدنى شك للثنائي المرعب، وحتى إن كان سواريز بعيداً عن أجواء المباريات فإنه سيستعيد حسه التهديفي بمرور الوقت ليشكل قوة ثلاثية يصعب إيقافها من قبل الخصوم في قادم الأيام. المميز في الكلاسيكو أنه بالفعل يجلب السعادة لعشاق ومحبي كرة القدم كما قال مدرب المنتخب الإسباني فيسينتي ديل بوسكي، وخاصة في الفترة الحالية حيث يعيش الفريقان فترة تألق رائعة. وإضافة لذلك ومن العوامل التي ستزيد من متعة الكلاسيكو هو أن نتيجته لن تكون حاسمة لأي شيء بل إنها ستريح الطرف الفائز في إكمال بقية مشواره في بطولة الدوري الإسباني. الاستبيان الذي طرحته صحيفة «ماركا» الإسبانية عكس أفضلية الريال في الخروج بنتيجة الكلاسيكو، وإن كنت أعتقد بأن الكفة «فنياً» تعد متساوية خاصة في الفترة الحالية مع أفضلية للمدرب الايطالي على المدرب الإسباني بحكم عامل الخبرة في مثل هذه المباريات. وإن ذهبنا إلى التوقعات فإن نتيجة التعادل قد تكون الأقرب، وذلك للإجهاد الذي يعاني منه لاعبو الفريقين بعد نهاية الجولة الدولية مع منتخبات بلادهم ومن ثم نهاية جولة دوري أبطال أوروبا يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، إلا إذا كان لكريستيانو رونالدو وليونيل ميسي كلمة أحب أحدهما أن يقولها خلال مجريات اللقاء الكبير.