يستقبل معرض الرياض الدولي للكتاب 2015م الطبعة الأولى من كتاب الزميل مدير التحرير للشؤون الثقافية الدكتور إبراهيم التركي (سيرة كرسي ثقافي.. تأصيل وتفصيل).. عن دار بيسان التي أصدر عنها الزميل التركي معظم إنتاجه الكتابي.. سيرة كرسي ثقافي.. عنوان أتى ناقصاً من حيث عدم إيضاح البيئة التي احتضنته.. وهي هنا الصحافة التي تسنم المؤلف فيها زمام الأمر والنشر الثقافي والأدبي عبر واحدة من كبريات الصحف السعودية (الجزيرة) لأكثر من ثلاثة عقود.. وكأن المؤلف هنا يتعمد تحريض القارئ لاكتشاف تلك الكتابة السيرية الجزئية.. التي قد تكون رئاسة ناد أدبي أو مؤسسة ثقافية ما.. إلا أنها في حقيقة الأمر وعبر ما سبق نشره من مضامين الكتاب في المجلة الثقافية عبر زاوية حملت عنوان الكتاب نفسه.. تبدو جلية وواضحة للكثير من المعنيين والمتابعين.. السيرة الثقافية الصحافية التي يوثق الزميل التركي بعضها لا كلها في هذا الكتاب.. لم تخل من تصريح وتلميح ودبلوماسية كتابية في بعض الأحيان.. مع التأكيد على أنها شهادة حية ومهمة لمرحلة مفصلية في سياق البناء الثقافي والصحافي المحلي.. كما أنها تعد مرجعاً ومصدراً بحثياً للمشتغلين على جوانب التوثيق والبحث في حلقي الصحافة والثقافية لدينا.. الزميل التركي في تقديمه لسيرة مسؤول ثقافي صحافي.. قال إن (هذه السيرة آن لها أن تكتب بعد ما تبدلت الأحوال بين الأجيال حين كثرت المحرمات فزداد المنتهكون وحضرت الرفاهية فعرض المحرومون وانتشر العلم فتخرج جاهلون وتعدد الرقباء فامتد المتجاوزون..).. مقدمة الزميل التركي بدت توصيفاً شمولياً يتناول البدايات وما صاحبها.. معترفاً بصعوبة الكتابة الشفافة ومعتبراً أنها مهمة مستحيلة حين تتجاوز العام إلى الخاص والعلني إلى الخفي.. مؤكداً في مقدمته أن ما ينشر لا يتجاوز كونه عرضاً لأعوام تمددت أفقياً وتوشك أن تكون استنساخاً من بعضها مع تغير الصور والوجوه ويبقى ما خلف ذلك محاطاً بمحاذير الرقيب الداخلي والخارجي الذي لا يأذن بالإضافة كما لا يتقبل الضجيج الاعترافي وهو ما يعني بقاء السير حكايات متناثرة ذات قيمة محدودة لأنها لا تقول.. كما تطرق التركي في المقدمة إلى توقفه عن كتابة الزاوية الأمس كتاب اليوم والتاريخ.. بعد أن امتدت عامين دون سبب مباشر.. سيرة الزميل التركي الثقافية صحافياً.. كما سير زملائه في منصات النشر الأخرى.. جديرة بالكتابة وبالقراءة والنقاش.. على أن تروى بوصفها (شهادة مسؤولة) على مرحلة وشخوص ومواقف وأحداث.. لأن التاريخ سيسأل يوما عن الشهادة والشاهد..