يفتتح مساء اليوم الاثنين صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة حائل، معرض «الفيصل.. شاهد وشهيد» في قاعة المؤتمرات في المدينة الجامعية، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية والبحوث، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد نائب أمير منطقة حائل، وعدد كبير من المسؤولين والمثقفين. ويحكي المعرض الذي يستقبل زواره لمدة 28 يوماً جوانب مختلفة من حياة الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، بطرق عرض مختلفة من بينها أجنحة عرض دائمة، وأفلام وثائقية، ووثائق تاريخية مختلفة تستمد أهميتها من تلك الفترة التي عاشها الراحل قائدا محنكا لبلاده في عالم يموج بالاضطرابات العالمية، كما سيتخلل المعرض ندوات وحلقات نقاش عن حياة الراحل الشهيد، وأبرز القرارات المفصلية التي اتخذها الراحل والعوامل المحيطة آنذاك. وبهذه المناسبة، قال صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة مركز الملك الفيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والمشرف العام على المعرض إن المعرض يسترجع تاريخ الملك فيصل بن عبدالعزيز -يرحمه الله- أمام الأجيال السعودية الجديدة وقصة كفاحه ومواقفه في سبيل نهضة بلاده ويعرض الكثير من المعلومات الموثوقة بالصور المختلفة عن رحلات الملك الفيصل، ومواقفه السياسية من القضايا العالمية والإقليمية والمحلية». وأكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز أن المعرض شهد إقبالاً كبيراً في كل من الرياض وأبها وجدةوالمدينة والمنطقة الشرقية والقصيم وجازان، من قبل الباحثين والدارسين والشباب المهتمين بمعرفة الجوانب غير المعروفة في تاريخ الفيصل، مشيراً سموه إلى أن المعرض في منطقة حائل يستذكر مع أهالي المنطقة تاريخ شخصية عظيمة خدمت أمتيها العربية والإسلامية، وناصرت قضاياهما العادلة طيلة حياتها. وأضاف سموه: إن الملك فيصل طيب الله ثراه يعتبر من الشخصيات التي بدأت إسهاماتها ومشاركاتها الفاعلة على المستويات العسكرية والسياسية والإدارية منذ سن مبكرة لتوحيد المملكة، حيث نهل من معين والده المؤسس الملك عبدالله -طيب الله ثراه- حتى حقق الله على يديه خيرات عدة شمل الله بنفعها وطنه وأمته. وكشف سموه أن المعرض يشمل على الكثير من المعلومات الموثقة بالصور عن رحلات الملك فيصل خلال سنوات عمره المختلفة، ومواقفه السياسية إزاء العديد من القضايا المحلية والإقليمية، وأضاف سموه معرض الفيصل يجمع بين الحقبة الزمنية التي كان الملك فيصل شاهداً على أحداثها مع دخوله مجال السياسة والحكم في سن مبكرة في العقد الثاني من القرن الماضي وحتى يوم استشهاده -يرحمه الله- عام 1395ه، مبيناً أن المعرض يتضمن صوراً فوتوغرافية نادرة للملك ومشاهد متحركة، ولقطات فيديو تسجل مراحل متعددة في مسيرة الملك الراحل إضافة إلى بعض المقتنيات الخاصة وعدد من المخطوطات والنصوص المكتوبة. وذكر سموه أنه سيتم ضمن فعاليات المعرض عرض عدة خطب نادرة للملك فيصل، وتسجيلات لأول مرة لمشاهد خلال لقائه مع المواطنين تكشف عن قرب الملك فيصل من شعبه وتعرفه عن كثب على مشاكلهم، وتلمسه احتياجاتهم إضافة إلى تناول سيرة الملك فيصل منذ كان ممثلًا خاصاً عن والده الملك عبدالعزيز أوروبا، وهو لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره وحتى توليه الحكم عام 1384ه، إضافة إلى استعراض تاريخ نضاله في سبيل القضايا العربية والإسلامية مثل قضية فلسطين وسعيه الدؤوب تجاه تضامن ووحدة الأمة الإسلامية، وهما قضيتان نذر الفيصل -يرحمه الله- الكثير من وقته وجهده من أجلهما. وأفاد سموه أن زائري المعرض يستطيعون الحصول على المعلومات التي يريدونها عن الملك فيصل من نصوص مكتوبة، وصور ومخطوطات، وغير ذلك من الأشياء التي تعد بمثابة تاريخ مصور لحياة الملك الراحل. من جانبه، قال صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سعود بن عبدالمحسن مدير الشؤون الثقافية والعلاقات العامة بمركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية والبحوث «يشكِّل معرض الفيصل وثيقة تطرق الذاكرة لتعريف الناس بتاريخ الملك فيصل، هذا الملك الذي فقدناه حين كانت الأمة العربية في أشد الحاجة إليه وإلى اتباع نهجه». وأوضح سموه بأن المعرض يتكون من تسعة وتسعين وقفة في حياة الملك الشهيد تشكل محطات مهمة وتسلط الضوء على الملك في مراحل ثلاثة من النشأة ونيابة الحجاز ثم ولاية العهد ثم الملكية، وأضاف سموه أن المعرض سيشد انتباه الزوار للرؤية الواضحة عند الملك وما ترافق معها من آمال الوطن والاهتمام بتكوين المواطن ليكون مؤهلاً وكفئاً في نهضة المملكة العربية السعودية. ورحب معالي مدير جامعة حائل الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم بأمير منطقة حائل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن، وبصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة مركز الملك الفيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والمشرف العام على المعرض، وأصحاب السمو الملكي والأمراء وضيوف الجامعة من مثقفين وأدباء وزوار من داخل المنطقة وخارجها، قّدما شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن على رعايته الكريمة لمعرض «الفيصل.. شاهد وشهيد»، ولصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز على اختيارهم لجامعة حائل لاحتضان المعرض، ولصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد لتشريفه حضور حفل الافتتاح. وأكد الدكتور البراهيم إن استضافة الجامعة للمعرض يعد إضافة ثقافية وتاريخية للجامعة ومنسوبيها وأهالي المنطقة، وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل لجامعة حائل وحضوره لهذه المناسبة يعد انعكاسا لأهمية هذا المعرض وقيمته العالية في قلوب كل السعوديين، مثمناً الاهتمام الكبير والحضور الذي سيضيف للمعرض والجامعة ويدفع بالمناسبة إلى آفاق النجاح المأمول، وأضاف البراهيم إلى أن الجامعة أكملت استعداداتها للمناسبة التي توثق مراحل سياسية واجتماعية مهمة مرت بها بلادنا، وتتشرف الجامعة باحتضان معرض «الفيصل.. شاهد وشهيد» الذي يعتبر نافذة تطل منها أجيال لم تعايش عهد الملك الراحل؛ لتتعرف على شخصية سياسية وإنسانية حملت هم الأمتين العربية والإسلامية، وترى عن كثب مواقفه المفصلية التاريخية التي غير من مجريات التاريخ التي مرت بها منطقتنا في عهده الزاخر بالإنجازات العربية والإسلامية. ومن جانبه، أعرب الدكتور عبد الله الدوسري وكيل البحث العلمي والدراسات العليا في جامعة خائل عن سعادة منسوبي الجامعة لاحتضانها معرض «الفيصل.. شاهد وشهيد» الذي يحكي تاريخ الملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- في عرض يحوي أهم مقتنيات الفيصل الخاصة، التي ستجذب زوار المعرض من طلاب وطالبات ومواطنين ومواطنات، يتشوقون للاطلاع على أبرز مراحل حياته منذ الميلاد وحتى الاستشهاد، سواء كانت أحداث قبل توليه الحكم، أو فيما يتعلق بالقضايا المهمة التي كانت إبان فترة حكمه، والاطلاع عن كثب للوثائق التاريخية التي توثق مراحل وسيرة الملك الشهيد، ومشاهدة مجموعة خطبه الشهيرة إلى جانب العديد من الوثائق المكتوبة والمرئية والصوتية التي تبرز مواقفه إزاء العديد من القضايا المحلية والإقليمية والدولية. وقال الدكتور إبراهيم الشنقيطي وكيل الجامعة إن الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- هو أحد القادة الذين لم ينسهم التاريخ؛ نظير مواقفهم المعتدلة ورسالته السامية إبان فترة حكمه للمملكة، مضيفا أن الجامعة استعدت للحدث مبكراً، بتنسيقها مع جميع المدارس في منطقة حائل بجميع مراحلها، كما ستقدم جوائز قيّمة للحضور كسيارة وأجهزة آيباد وجوائز أخرى، وسيكون الشق الصباحي من الأسبوع الأول والثالث من المعرض مخصصا لزيارة طلاب الجامعة وطلاب مدارس التعليم، أما الشق الصباحي في الأسبوعين الثاني والرابع مخصصا لطالبات الجامعة وطالبات مدارس التعليم، فيما ستكون الفترة المسائية مفتوحة للعائلات.