تشهد «بعول» زراعة القمح في المناطق الصحراوية، وتحديداً في أماكن الفيضات التي تتجمع فيها مياه الأمطار، انخفاضاً كبيراً، نظراً للاعتماد بعد الله تعالى على الزراعة الحديثة والاستيراد من الخارج لمنتج القمح. وأوضح الأستاذ عبدالله بن سعد الرويس الباحث في الطقس والمناطق الصحراوية أن البعول، وهي زراعة القمح في المناطق التي تشهد تجمعاً لمياه الأمطار، وهي التربة الطينية الصالحة للزراعة، كانت في الماضي ذات أهمية كبيرة، وتمثل عائداً غذائياً واقتصادياً لسكان القرى، يشاركهم فيه سكان البادية، ومصدر رزق كبير، لا يحتاج إلى سقي؛ إذ ينبت الزرع بعد أن يقوم مجموعة من الأشخاص بتوزيع العمل عليهم، مثل الحرث والبذر، ومن ثم حراسة المكان بوضع سياج يحيط بالروضة لمنع دخول المواشي، إلى حين حصاده ليتم توزيعه بينهم. وأشار الأستاذ الرويس إلى أنه في السابق كان هناك حاجة كبيرة للقمح كونه مصدراً رئيسياً للغذاء؛ ويتم استغلال جميع المواقع، بل كانت تلك المواقع معروفة لأشخاص أو قرى أو عوائل، فيما اليوم مع التطور لم تعد تلك الحاجة موجودة، إلا أن هناك من لا يزال يريد الاحتفاظ بذلك الطابع الغذائي الذي لا يتطلب سوى جهد بسيط، إضافة إلى أنه لا يستخدم معه أي إضافات كيماوية، بل يعتمد على مياه الأمطار، وتم حصده وجمعه والاستفادة منه؛ كونه منتجاً طبيعياً خالياً من الكيماويات وغيرها.