** هي القضية الأبرز خلال مجريات الأسبوع الماضي بعد السقوط المرير الذي شهده ملعب «الاتحاد» في مدينة مانشستر حينما سقط «السيتيزنز» أمام العملاق الكتالوني وخسر مباراة ذهاب دور الستة عشرة في دوري الأبطال بنتيجة (2-1). إضافة للسقوط المفاجئ لأرسنال في ملعب «الإمارات» في العاصمة الانجليزية لندن أمام ضيفه موناكو الفرنسي بنتيجة (3-1). ** تواصل الأندية الانجليزية سقوطها المتكرر سنوياً عند الاصطدام بعمالقة القارة أمثال برشلونة وريال مدريد وبايرن ميونخ رغم امتلاكها لقائمة أسماء تعج بالنجوم في سماء كرة القدم العالمية. إضافة لصرفها مبالغ هائلة لاستقطاب مثل تلك الأسماء التي تتخطى قيمتها العشرين والثلاثين ميلوناً.. فلماذا تسقط الأندية الانجليزية بهذا الشكل المخزي الذي ينبئ المتابع الكروي بأنها ليست نداً لعمالقة القارة وأن قوة بطولة الدوري الانجليزي ما هي إلا قوة إعلامية فقط. ** اختلف تماماً مع من يعتقد أن قوة الدوري الانجليزي هي قوة إعلامية فقط. بل إن «البريميرليج» يتميز بالعديد من العوامل التي من شأنها جذب أنظار عشاق ومحبي الكرة من مختلف أنحاء العالم.. فهو يتميز بالسرعة والمهارة والقوة على جميع المستويات الفنية والإدارية والمهنية وكذلك الاحترافية. ** إلا أن المشكلة تكمن في الشخصية الأوروبية التي يعاني منها مانشستر سيتي على وجه الخصوص. فالفريق الذي صرف الأموال الباهظة وأجرى التعاقدات الذهبية مع النجوم اللامعة لم يتمكن من الوقوف على أرضية ميدانه نداً لبرشلونة (الخاسر من ملقا في الأسبوع الماضي).. هو ما دفع المدرب مانويل بيلجريني لأن يحمل اللاعبين مسؤولية الخسارة والظهور بالمستوى الهزيل حيث إنهم لم يطبقوا أبداً ما طُلب منهم خاصة في شوط المباراة الأول. ويتحمل بيلجريني جزءاً من عدم قدرة لاعبيه على تحمل المسؤولية وإحكام سيطرتهم على المباراة بالشكل المطلوب بعد أن شاب أداؤهم التشتت في التركيز وتكرار الأخطاء. ** فيما يتعلق بالآرسنال فالأمر مختلف تماماً حيث إن الفريق لا يعاني من هذه الناحية.. بل إن المدفعجية يمتلكون الشخصية القوية بقيادة المدرب الفرنسي أرسين فينجر لأن يواصلوا مشوارهم في البطولة حتى رمقها الأخير.. ولكن آرسنال لا يمتلك الأسماء القادرة على تحقيق طموحات مدربه وأنصاره في ظل تواجد خط الدفاع الساذج (كما وصفه الخبير الفرنسي بعد الخسارة من موناكو يوم الأربعاء الماضي). ويحسب لفينجر عدم استسلامه وإصراره على أن الرد سيكون في لقاء الإياب في موناكو وأن الأمر لم يحسم بعد (فهذه هي الشخصية المتوقعة من مدرب مثل فينجر وفريق مثل أرسنال) إلا أن عدم توفر الأدوات اللازمة لقلب النتيجة قد يقف عائقاً في طريق الحماس الكبير الذي يسعى فينجر لبثه في نفوس لاعبيه. ** متى ما رغب مانشستر سيتي في الفوز بالكأس «ذات الأذنين».. فإنه مطالب بضرورة تغيير المدرب مانويل بيلجريني والتوقيع مع مدرب سبق له وأن فاز بكأس دوري أبطال أوروبا.. تماماً كما فعل تشيلسي بتعاقده مع مورينهو (وتعاقده فيما مضى مع كارلو أنشيلوتي).. فالإدارة تعي تماما في فرقة الأسود الزرقاء أن صرف الأموال وإنهاء الصفقات الكبيرة غير كافٍ لتحقيق البطولة الأغلى في القارة الأوروبية متى ما كان المدير الفني غير قادر على شحذ همم لاعبيه وتفجير طاقاتهم وتقديم كل ما لديهم من إمكانات من أجل تحقيق هدفهم المنشود. ** المدرب الألماني يورجان كلوب مدرب نادي بروسيا دورتموند الألماني نجح في صناعة شيء من لا شيء عندما وصل بالفريق لنهائي البطولة الأوروبية قبل عامين.. وهو أحد الأسماء اللامعة لأي فريق يرغب في الذهاب بعيداً في بطولة دوري الأبطال (رأي). هنالك أيضاً فابيو كابيلو، وجوزيب جوارديولا في حال رحيله نهاية الموسم عن تدريب بارين ميونخ.. فهذه الأسماء قادرة على صنع الشخصية الأوروبية التي يفتقدها مانشستر سيتي.