ضمن سلسلة شعراء من الجزيرة صدر كتاب فلسفة الوداع لدى غازي القصيبي تأليف أ. عبدالله بن سالم الحميد وجاء في مقدمة الكتاب: عناية الشاعر الإنسان غازي القصيبي واهتمامه بشؤون الإنسان والإنسانية جهاده بالفكر والقلم وتعامله الحضاري مع كل من عرف ومن لم يعرف، حرض كل القلوب على محبته والأقلام على تناول شخصيته. وتضمن الكتاب مقالة تحمل ألواناً من الوفاء من رجل عرف بالوفاء هو الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز، قال فيها: لقد رحل عن دنيانا لكنه لم يرحل عن ذاكرتنا كان يتصف بالشجاعة في الرأي ويناضل من أجل تحقيق أهدافه المعلنة ولم يخدش سيرته بما يمس كرامتها حتى اتفق خصومه قبل محبيه على نزاهته. ولهذا كانت محبة الناس له فكبر بعيونهم حياً وميتاً. إنه رجل الفكر ورجل المواقف ورجل الإدارة حتى عده الناس (استثناء). ويقول المؤلف عن فلسفة الوداع لدى القصيبي: في نطاق الحديث عن تجربته الشعرية لم يتحدث الشاعر غازي القصيبي في سيرته الشعرية عن فلسفة الوداع وإنما انتزعت فلسفة الوداع من معاناة الشاعر ومن قراءة عدد من قصائده لعل اولها قصيدة في وداع الأربعين: الأربعون أقلعت كزورق منكسر وهذه الخمسون تدنو كالخريف الحذر قولي لها تمهلي ببابه وانتظري قولي لديه - بعد - كتب لم تنشر قصائد ما نظمت عن جزء لم تعبر وقصص ما كتبت عن الحيارى البشر وموعد لما يحن مع الرياح الأخر بعد رحيل والده عبدالرحمن القصيبي عام 1976م نسج الشاعر غازي القصيبي أبيات الوداع بأنامل ترتعش بمعاناة الفقد: وفي لحظة يا أبي وصديقي فقدتك.. عدت يتيماً صغيراً يغالب بين الجموع الدموع ولا يستطيع.. فيبكي كثيراً وأنت هناك فوق الرقاب تلوح كعهدي كبيراً كبيراً مهيباً برغم انطفاء الحياة