بعد عشر سنوات من العطاء، بعد عشر سنوات من تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الحكم، بعد عشر سنوات من التطور ومقارعة الدول المتقدمة في شتى مناحي الحياة، بعد عشر سنوات من المشروعات التنموية والخطط المستدامة للصناعة والاقتصاد والصحة والتعليم، بعد عشر سنوات من أكبر توسعة يشهدها التاريخ للحرمين الشريفين، بعد عشر سنوات من التحديات التي عصفت بالمنطقة وخرجت منها بلادنا المملكة العربية السعودية آمنة مطمئنة بحمد الله، بعد عشر سنوات من بناء البنية التحتية في العديد من المناطق دون تحديد، بعد عشر سنوات من محاربة الفساد بكل أنواعه، بعد ذلك كله ليس من السهولة تقبل خبر وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فما أكبرها من فاجعة، ونحن مؤمنون بقضاء الله وقدره وأن لكل أجل كتاب، فنعزي أنفسنا ونعزي الأسرة المالكة والشعب السعودي النبيل بل العالم أجمع ولا نقول إلا «إنا لله وإنا إليه راجعون»، وإلى جنة الخلد أيها الملك الكريم والمحبوب. نبايع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملكا للمملكة العربية السعودية في السراء والضراء وفي المنشط والمكره، وهو الملك المخلص المتصف بالوفاء والنقاء والقرب من شعبه ومواطنيه، يتصف بالحنكة والحكمة وحبه للعمل، القريب من القلوب وكأنه يعيش بيننا ونلحظ ذلك من خلال تغريداته الأبوية الصادقة، ومع شعبه في أفراحهم وأتراحهم، ولا أنسى تعزيته بوفاة والدي -رحمه الله- قبل عام ومواساته لنا -حفظه الله- من كل سوء. كما نبايع ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-. ونبايع ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-. ونحمد الله على ما تم به من النعم والخير لهذه البلاد، ومن ذلك سلاسة انتقال السلطة بكل يسر وسهولة، أفرحت كل محب لهذا الوطن الغالي من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه، وأبهرت العالم أجمع، فالأيادي ترفع والألسن تلهج بالدعاء بأن يحفظ الله قادتنا وولاة أمرنا من كل مكروه، وأن يحفظ لبلادنا أمنها واستقرارها من كيد الكائدين ومن عمل المفسدين، اللهم آمين، وبعد مضي أسبوع من تولي خادم الحرمين سلمان بن عبدالعزيز أصدر -حفظه الله ورعاه- حزمة من الأوامر التي أفرحت كل مواطن صغير أو كبير، ذكر أو أنثى، بل امتد عطاؤه وكرمه إلى المقيمين على هذا الوطن الكريم. لقد جاءت أوامر الخير داعمة للأسرة والاقتصاد وشملت جميع متطلبات الحياة، من بنى تحتية ومساكن وصحة وتعليم، ولم ينسَ رعاه الله المثقفين والأدباء، وكذلك الأندية الرياضية والشباب. إن عهد مليكنا سلمان يوحي -بإذن الله- بحياة هانئة مطمئنة، وسيكون ذلك بأمر الله تعالى بتضافر الجهود والوقوف مع قيادتنا وحكومتنا، وأن نكون عينا ساهرة وحافظة لمكتسبات وطننا الغالي، وستستمر لحمتنا الوطنية وتكاتفنا والتفافنا حول ولاة أمرنا والسمع والطاعة لهم.