كما عودتنا أمريكا دائماً , فالعالم كله يفعل الشيء , وهي تفعله بطريقة أخرى ومختلفة تماماً, تثير الدهشة والريبة والتساؤل, ثم ترى النتائج فتزداد عجباً! التسويق الرياضي في العالم كله يعتمد بنسبة تقارب ال 90% على كرة القدم كأولى المجالات الرياضية التي تحقق الأرباح والمداخيل, إلا في أميركا, حيث كرة القدم عندهم تعني «الرجبي بطريقة مطورة»! يحقق المستثمرون في رياضات أميركا الأكثر انتشاراً مثل كرة القدم الأمريكية وكرة السلة والبيسبول وغيرها ما يحققه الجميع في كرة القدم وربما أكثر قليلاً وبطرق مبتكرة وشديدة الذكاء , إلى الحد الذي نبه الجميع إلى مدرسة قائمة بذاتها في التسويق الرياضي انفردت بها أمريكا ! وباستعراض أعلى الرياضيين دخلاً في العالم ربما نتأكد نحن متابعي كرة القدم من وجود لاعبين مثل رونالدو وميسي في تلك القائمة , ولكن ما يغيب عن أذهاننا أن في تلك القائمة أيضاً رياضيين كانوا نتاج تلك المدرسة الأمريكية في التسويق منهم مثلاً « لوبارون جيمس» لاعب كرة السلة الأمريكي ويحتل ثالث أعلى الرياضيين دخلاً بقيمة سنوية قدرها 57 مليون يورو, أي أغنى من أي لاعب كرة قدم باستثناء رونالدو في المركز الثاني بفارق 6 مليون فقط! كوبي براينت أيضاً لاعب سلة أمريكي في المركز الخامس بدخل 48 مليون يورو , ماثيو توماس لاعب كرة القدم الأمريكية في المركز العاشر بدخل 34 مليون يورو, وهو قبل أي لاعب كرة قدم في تلك القائمة باستثناء رونالدو وميسي فما هو السر ؟! من كلمات السر في التسويق الرياضي الأمريكي المبهر هو دوري الجامعات, وهو الذي أبرز أمثلة مثل اللاعبين السابق ذكرهم وأكثر, في أمريكا أكثر الرياضات شعبية علي التوالي هي دوري كرة القدم الوطنية (NFL) والرابطة الوطنية لكرة السلة (NBA)، ودوري البيسبول الأمريكي (MLB)،ودوري الهوكي الوطني (NHL)وأذكر أنني في جامعة (Valparaiso University( في ولاية إنديانا تعرفت على عدد من لاعبي الجامعة والذين سينضمون إلى دوري المحترفين بعد تخرجهم وأثناء حديثي معهم أيقنت أنهم ينظرون إلى مستقبلهم في عالم الاحتراف وأنهم يخطون الخطوات السليمة للانطلاق على عالم الأضواء لذا فأساس كل تلك الدوريات المذهلة في اقتصادها المالي وأرباحها هو دوري الجامعات الأمريكي وأبرزهم تحديداً هو الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات ! تلك الرابطة التي أنشأت في 1906 في « إنديانا», رابطة فيها 1281 فرقة رياضية! , تضم كل الجامعات والمؤسسات التعليمية الأميركية , وهي بدورها تنقسم لثلاث مستويات مقسمة حسب قوة الفرق أي تكافئ أي دوري للمحترفين في أي دولة أخري !! رابطة دوري الجامعات فيها جميع الألعاب الرياضية للفرق وللأفراد , للرجال وللسيدات كل لاعبيها بلا استثناء هم طلبة في الجامعات التي يمثلونها, دوري الجامعات تحديداً هو أصل مدرسة التسويق الرياضي الأمريكية, وهو كنز الكشافين والوكلاء وأكاديميات اللاعبين للإتيان بمواهب شابة تصبح بعد أشهر قليلة حديث وسائل الإعلام الرياضي ليتحولوا بدورهم إلى مليونيرات تجري في أرض المنافسات الرياضية, فمتى نطبق ما فهمناه؟!. أخيراً يوجد في دوري الجامعات الأمريكي 420 ألف موهبة ناشئة, يصرف عليه كميزانية 707 مليون دولار, ويحقق دخلا 10.6 بليون دولار !! , بمبيعات تذاكر 5.5 بليون دولار !! , السؤال هنا هو أين التنسيق بين الجامعات ووزارت التعليم في عالمنا العربي. Valparaiso University جامعة أمريكية عريقة أعطت طلابها العلم والثقة حتى أصبحوا من اللاعبين الكبار في جميع الرياضات الخاصة بأمريكا كدوري (NFL) والرابطة الوطنية لكرة السلة (NBA)، ودوري البيسبول الأمريكي (MLB وأصبح طلابها من اللاعبين المحترفين التي تفتخر بهم الجامعة في أمريكا.. أين دور جامعاتنا السعودية عن هذا الدور وأين التنسيق بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب والجامعات وأتمنى أن يكون هناك خطوة قادمة لذلك.