اضطررت لشراء جهاز beIN sports للاستقبال الفضائي بسعر مرتفع هو 1600 ريال لمشاهدة كأس العالم القادمة لكرة القدم، وهكذا يستمرّ مسلسل تحمّل المستهلك السعودي لجشع القنوات الرياضية المُشفّرة، دون حماية من أي جهة!. ما علينا، وحسبنا الله على الجشع والجشعين، والشاهد هو أنّ الجهاز يستقبل أيضًا قناة NBA الخاصة بدوري كرة السلّة الأمريكي للمحترفين!. وبالأمانة - طبعًا لا أقصد الأمانة التي هي البلدية، بل صفة الأمانة لأؤكّد صدق كلامي - يُمتعني هذا الدوري للثُمالة، لقوة أنديته، ومهارة لاعبيه الأشبه بالسحر والخيال!. من ال NBA انطلقت سابقًا طرق كثيرة غير تقليدية لتسجيل النقاط أو الأهداف، لعلّ أشهرها ارتقاء اللاعب بكلتا يديه لارتفاع السلّة ثمّ غرْز الكرة فيها، وكأنّه يُغرز سيفًا في جسم، وقد قلّد العالم هذه الطريقة!. ومن ال NBA أيضًا انطلقت الآن طريقة أخرى أكثر إثارة هي قذف اللاعب بالكرة حول السلّة ليأتي زميله ويرتقي ويُنزلها غصبًا عنها في السلّة، وأيضًا بدأ العالم يقلّد هذه الطريقة، لكن ليس بروعة ما يحصل في ال NBA!. ومن المعروف في عالم كرة السلّة، أنّ أيّ منتخب لأمريكا يُختار من ال NBA هو فريق أحلام وبطولات لا يُقارَع!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، بعثت لي برسالة واتس آب تسأل فيها عن أخبار كرة السلّة لدينا؟ لا بل عن أخبار كلّ الرياضات الأخرى غير كرة القدم؟ مثل كرة الطائرة؟ وكرة اليد؟ والتنس، والجمباز، وألعاب القوى؟ وغيرها؟ وتجيب هي بنفسها أنّ الرياضات لا زالت في مكانك سِرْ، أو قِفْ إذا تحرّيْنا الدقّة، لا تتطوّر ولا يفرحون، وقد انشغلنا عنها بكرة القدم واستهلكنا أموالنا عليها، ومع ذلك فقدنا بطولات هذه الأخيرة، الإقليمية والقارية، وكسفت شمسنا عن التأهل لبطولاتها العالمية، وتأخر تصنيفنا الدولي فيها، وكأنها تعاقبنا بقسوة على إهمالنا لشقيقاتها الرياضات الأخرى!. ثمّ عانقت شهرزاد وسادتها السندسية، ونامت وهي تردّد: نحتاج لخارطة طريق جديدة للرياضة!. @T_algashgari [email protected]