أعلنت جماعة «الحوثي» مساء أمس الجمعة حل مجلس النواب اليمني «البرلمان» واستبداله بمجلس وطني مؤلف من 551 عضواً، جاء ذلك فيما سمي إعلاناً دستورياً كشفت عنه الجماعة وأعلنته مساء الجمعة في القصر الجمهوري بصنعاء، بعد ساعات من الإعلان عن فشل القوى السياسية في التوصل الى اتفاق ينهي الازمة التي تشهدها البلاد منذ استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي في 22 يناير المنصرم. وبحسب اعلان جماعة الحوثي، فإنه سيتم تشكيل مجلس رئاسي من خمسة اعضاء يجري انتخابهم من قبل المجلس الوطني. وبحيث يتولى المجلس الرئاسي بدوره تشكيل حكومة وطنية بعد موافقة اللجان الثورية التابعة للحوثي، ولفترة انتقالية مدتها عامان.كما يحق لأعضاء البرلمان المنحل البالغ عددهم 301 عضو الانضمام الى المجلس الوطني. وجاء في البيان الدستوري لجماعة «الحوثي، أن من أولويات المرحلة هي مكافحة الفساد وتصحيح الوظيفة العامة وإصلاح المؤسستين العسكرية والأمنية وتصحيح أوضاع المنتسبين اليها.كما نص البيان على استمرار العمل بأحكام الدستور والتشريعات النافذة مالم تتعارض مع نصوص هذا الاعلان، وكذا كفالة الحقوق والحريات العامة وأن تلتزم الدولة بحمايتها. وألزم الاعلان سلطات الدولة الانتقالية خلال مدة اقصاها عامان بالعمل على إنجاز الاستحققات للمرحلة الانتقالية من مرجعيتي الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة، ومنها مراجعة مسودة الدستور الجديد وسن القوانين التي تتطلبها المرحلة التأسيسية والاستفتاء على الدستور تمهيدا لانتقال البلاد الى الوضع الدائم وإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية وفقا لاحكامه. وذكرت وكالة الانباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن الاعلان الدستوري تم بالقصر الجمهوري بصنعاء، بحضور قيادات الجيش والامن إضافة الى العلماء وممثلي القوى السياسية وقيادات جنوبية. من جهتها رفضت الولاياتالمتحدة الاعتراف باستيلاء الحوثيين على الحكم في اليمن، لكنها استدركت قائلة إن الوضع معقد لأن الحوثيين يقاتلون أيضا ضد إرهابيي القاعدة هناك.وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف الجمعة «إن الوضع معقد ومائع للغاية على الأرض». وأضافت هارف ان إعلان الحوثيين من جانب واحد «لا يفي بمعيار حل توافقي للازمة السياسية في اليمن» وأن الرئيس عبد ربه منصور هادي لا يزال رئيسا للبلاد حتى يقبل البرلمان استقالته. وتابعت أن الولاياتالمتحدة تواصل العمل مع قوات الأمن اليمنية التي تحارب الإرهابيين، والذين وصفتهم ب «قطعة منفصلة» من استيلاء الحوثيينلى السلطة.وأوضحت «سنرى ما سيحدث في الأيام المقبلة. ما هو واضح ان مكافحة الإرهاب تمثل أولوية هامة للغاية بالنسبة لنا في اليمن». بموازاة ذلك قال متحدث باسم الأممالمتحدة أمس الجمعة إن المنظمة الدولية قلقة مما وصفته بفراغ السلطة في اليمن بعدما حل الحوثيون البرلمان الجمعة وأعلنوا تشكيل مجلس رئاسي جديد. وقال المتحدث ستيفان دوجاريتش للصحفيين «هذا الفراغ في السلطة مبعث قلق شديد لنا.. يتابع الأمين العام (بان جي مون) وكل الأطراف المعنية باليمن هنا الوضع عن كثب.» وأضاف أن مبعوث الأممالمتحدة الخاص لليمن جمال بن عمر يعود الآن للعاصمة صنعاء بسبب تفاقم الأزمة.