فنثرت بين «غصونه» أشجاني حاولت كتم مشاعري, لكنها لم تعترف بالسر والكتمان أعلنتها بقصيدة نونية مشهودة بالسبك والإتقان ونشرتها حتى يقول «قراؤها» أحسنت في التلميح والتبيان * * * أنا من ديار قاسمتني حبها ونسجت من تاريخها عنواني «الطائف» المأنوس رمز حضارة وشموخ علم, وارتقاء مكان يا كم نثرت الحب في «شهدائها» ومشيت أبذره على «الركبان» هذي «حوايا» والبساتين التي كم أخرجت للفن من فنان هذا «غدير للبنات» يروق لي إن حطت الأمطار في الغدران «والردف» الفيحاء كم أسهرتها حتى يغيب البدر في الأكوان أما «الشَفا» فوديعة من خالق جنات عدن يا بني الإنسان ما بين «قروى» و»الوهيط» تحفني بالذكريات روائع الألحان «فالدار» تعليمي, و»نجمة» ملعبي و»بجبرة» الماء الذي أرواني وعلى ربا «المثناة» غرد طائر فأجابه القمري في «الريان» ومن السلامة «شفت» كل سلامة وعلى «العقيق» سواجع الأفنان ما بين «وج» أو «شهار» تمازجت روح الحضارة, والتقى الضدان أمس تراثي, وعهد حاضر هو للحداثة عاشق متفاني أما «الهدا» فجماله وجلاله قد زانه الورد الجميل القاني يا كم سهرنا في روابيه التي تخضرُّ من مطر ومن هتان سبحان من نشر الورود وعطرها وأنالني الورد الذي أحياني * * * يا ليلة وردية جمعت لنا ممن نحب أكابر الخلان وعلى بساتين الورود مطلُنا نحكي حكاية عاشق ولهان ونقول شعراً ماتعاً سمعت به بنت الورود الناعس الأجفان قالت ونبض وريدها متفتح مثل الورود الحمر في البستان أفلا تقول الشعر فيّ تغزلاً وتشيعه في الصحب والإخوان قلت أبشري, إن الورود أحبها وأحب أحمرها الذي أغواني هي نبتة عطرية قد جُمِلت بنسيمها الفواح في الأركان هي باقة من كل لون صادق تضفي على الإحساس كل معاني فالورد في عرف الهوى متجذر والورد عطر ما له من ثاني والورد لولا الشوك في أغصانه لتناولته غواية الشيطان لكن ربي قد حماه بشوكة تحميه من جور ومن طغيان * * * إني أحب الورد في أغصانه وأحب ورداً دونما أغصان لا ورد «هولندا» يذيب مشاعري أو ورد «روما» يستبيح كياني ما ثم ورد يستحق عنايتي إلا ورود الطائف الجذلان «فمدينة الورد» التي أحببتها أهديتها شعري وكل بياني أهديتها ورد الفؤاد ومهجتي وقصيدة مسبوكة الأوزان أهديتها روحي وكل مشاعري ومعاني الأشواق في وجداني * * * هذي الربوع الماطرات أحبها وأحب ماضيها, فما أقساني لما هجرت جمالها واستبدلت نفسي سواها, لذت بالخسران يا «طائفي المأنوس» عذراً إنني فيك المتيم, صادق الإيمان إن كنت في «أرض العروس» إقامة فعلى رباك نشأت في تحنان يا «طائفي المأنوس» هاك تحيتي والعذر ألفاً إن قلاك لساني - الدكتور/ يوسف حسن العارف