الحمد لله أن جعل لهذه البلاد ولاية عادلة تحكّم كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وهذا المنهج الذي أسس عليه الملك عبدالعزيز طيَّب الله ثراه هذه الدولة ، فقد جعل القرآن الكريم دستورها ، وسار على هذا النهج من بعده أبناؤه ملوك هذه البلاد ، وقد أكَّد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وأيَّده بنصره و توفيقه بأنه سوف يظل متمسكاً بالنهج القويم الذي سارت عليه الدولة منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله . والمتأمل في سيرة الملك سلمان حفظه الله يجد أنه يتسم بصفات الملك عبدالعزيز القيادية ، ومن أبرز صفاته إيمانه القوي بالله عزَّ وجل ، ونبل أهدافه ، والكرم ، والذكاء ، والحنكة ، و سرعة البديهة ، وقوة الإرادة ، والتواضع مع الحزم ، وقوة الشخصية مع الهيبة ، والخبرة القيادية والسياسية ، ومن صفاته حفظه الله محبته لأعمال الخير ، ونشر العلم والمعرفة ، وإلمامه بالتاريخ في مختلف العصور وخاصة تاريخ الجزيرة العربية ،والمملكة العربية السعودية ، وعمق معرفته بأبناء وطنه . والملك سلمان لم يكن غريباً على الحكم فمنذ أن تولى حفظه الله مسؤولياته في إمارة منطقة الرياض قبل ستين عاماً ، ثم وزيراً للدفاع و ولياً للعهد ، وهو ركن من أركان الدولة يشارك إخوانه الملوك رحمهم الله بآرائه في اتخاذ القرارات التي تساهم في خدمة الوطن والمواطن ، وله إسهامات و إنجازات عظيمة و دور كبير في الرقي بالوطن و خدمة المواطنين في كافة المجالات ، وعندما كان أميراً لمنطقة الرياض حرص حفظه الله على تطوير مدينة الرياض ومحافظات المنطقة والنهوض بها ، والإشراف على تخطيطها و تطويرها و تنفيذ مشاريعها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من تقدم و رقي في شتى المجالات . و قد عُرف الملك سلمان حفظه الله بإخلاصه في خدمة وطنه و مواطينه و تفانيه في أداء عمله ، يحرص على الدقة في العمل والالتزام بالمواعيد ، يُسخّر وقته وجهده من أجل الرقي بوطنه و خدمة مواطينه . كما عُرف حفظه الله بمواقفه الإنسانية النبيلة و وفائه لإخوانه ملوك و أمراء البلاد و نتذكر موقف الملك سلمان الوفي الذي لا مثيل له من المواقف الإنسانية مع أخيه سيدي الأمير سلطان رحمه الله و الذي أصرّ إلا أن يكون ملازماً له طيلة رحلته العلاجية مجسداً بذلك كل معاني الحب والوفاء . و كذلك مواقفه الإنسانية مع كافة أبناء وطنه و تواصله معهم في معالجة قضاياهم و الأيادي البيضاء و المواقف النبيلة . كما عُرف الملك سلمان بحبه لوطنه و شعبه ، وقد تجاوزت أعماله ومواقفه الخيرية و الإنسانية حدود الوطن ، وشملت الكثير من أبناء الدول العربية و الإسلامية ، وله إسهامات و إنجازات عظيمة ، ودور كبير في الرقي بهذه الدولة سياسياً و اقتصادياً و اجتماعياً . و حق علينا كمواطنين مخلصين لقائد مسيرتنا سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله أن نشيد ونفتخر و نعتز بملكنا المفدّى سلمان الوفاء على ما قدمه لوطنه و مواطنيه ، وعلى ما صدر مؤخراً من أوامر ملكية كريمة تصب في صالح الوطن والمواطن ، وتعكس اهتمامه حفظه الله بكافة فئات المجتمع. و في الختام ، لا يسعني إلا أن أقول شكراً سيدي سلمان الوفاء على ما تقدم لوطنك و شعبك وهنيئاً لنا و للوطن والشعب السعودي الكريم بالمليك المفدّى سلمان الوفي الشهم النادر في زمانه بما وهبه الله من صفات جليلة . وأسأل الله أن يعينه و يوفقه ليواصل مسيرة البناء والعطاء و التقدم والرقي بهذا الوطن ، وتحقيق كل ما من شأنه خدمة و رفاهية أبناء الوطن المبارك ، والدفاع عن حدوده وعن مقدساته و خدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان ، وأن يديم على هذه البلاد أمنها و استقرارها في ظل قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف حفظهم الله جميعاً.