منذ تأسيس نادي الهلال السعودي، وعلى مدار سنوات عمره ال58 لم يمر على الكيان ظروف صعبة ومتلاحقة مثل المواسم الثلاثة الأخيرة، وسط صمت غريب من قبل أعضاء شرف النادي، وكأن الأمور التي يرونها تحدث في مصلحة زعيم آسيا وليس العكس، حيث تعوَّد جميع من ينتمي للوسط الرياضي السعودي أن الهلال يتميز عن غيره من الأندية بوقفة رجالاته، وهذا ما لم يحدث بالرغم من أن النادي يحتاج إلى وقفة حازمة من أعضاء الشرف الغيورين على الكيان. قبل 7 مواسم رشح أعضاء شرف نادي الهلال، الأمير عبد الرحمن بن مساعد للعمل رئيساً للنادي بعد منافسة شرسة مع عضو شرف النادي الأمير بندر بن محمد، فاستبشر الكثير من جماهير الهلال خيراً بسبب تصريح الرئيس في ظل أن هدفه الأول بطولة دوري آسيا، وحتى هذه اللحظة لم يتحقق الهدف المرجو بالرغم من مرور أكثر من 84 شهراً من التصريح. في موسم 2010 «الاستثنائي» للإدارة والتي جلبت فيه المدير الفني إيريك جريتس حيث قدم متعة في جميع مباريات الفريق مقترنة بالنتائج الجيدة، وبالرغم من أن عقد المدرب 3 مواسم الا أنه ذهب إلى تدريب منتخب المغرب بعد موسم وحيد بالرغم من نفي الإدارة لهذا الموضوع في أكثر من تصريح صحافي، ولكن عندما حان وقت الجد اتضح أن ذهاب جريتس لتدريب المنتخب المغربي كان للإدارة علم به، في ذلك الوقت فقدت الإدارة مصداقيتها لدى الجمهور الأزرق بشكل خاص والشارع الرياضي بشكل عام. في بداية موسم 2012 جلست الإدارة مع أكثر من 10 مدربين لاختيار أحدهم للإشراف على الدفة الفنية، ووقع الاختيار على الفرنسي كومبواريه بعد حوار دام أكثر من 6 ساعات بين الإدارة والمدرب من أجل شرح إستراتيجية الفريق خلال الموسم، وبالأخير فشلت الإدارة في اختيار المدرب المناسب، حيث لم تمر أكثر من 10 جولات وتم إلغاء عقد كومبواريه. نهاية الموسم الماضي خرج رئيس الهلال في حوار مطول مع الزميل وليد الفراج، واستبشرت الجماهير الزرقاء من حديث الرئيس، وبخاصة في جزئية أخطاء التحكيم والتي وقع ضحيتها الهلال الموسم الماضي، حينما قال: «ما حدث الموسم الماضي لن نسكت عنه في الموسم المقبل، وسنصعِّد الوضع بشكل لا يتخيله رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد»، في هذا الموسم تكررت الأخطاء التحكيمية على نادي الهلال في الدوري السعودي للمحترفين بالإضافة إلى نهائي دوري أبطال آسيا، ومع ذلك لم يكن هناك تحرك إداري قوي ضد ما حدث للفريق، بل البرود كان السمة الأبرز. رئيس الهلال في أحاديثه يثني على العمل الإداري الاحترافي الذي تقدمه إدارته، ويستغرب من الجماهير التي تطلب منه الحضور على دكة البدلاء أسوة برؤساء الأندية الأخرى، ولكن من يشاهد الواقع الذي نعيشه يختلف كلياً، فرئيس النصر مثلاً سبب في عودة فارس نجد للمنصات من خلال شخصيته القوية أثناء جلوسه على دكة البدلاء. في عهد الإدارة الحالية الممتد إلى 7 مواسم كل شي تغير من لاعبين أجانب ومحليين ووصل الأمر إلى تغيير المدربين بكثرة، فبقي أن تتغير الإدارة فسنة الحياة التجديد والتغير. الهلال فقد الكثير من روعته ورونقه بل وصل الحال إلى فقدانه هيبته، وأصبح الجميع يتطاول عليه دون أدنى رد من قبل الإدارة وكأن الأمر لا يعنيهم، ففي البرامج الرياضية نشاهد الكثير من الضيوف ينهشون في لاعبي فريق الهلال ويشككون في ذممهم، بل وصل الحال إلى التشكيك في وطنيتهم ومع ذلك صمت محكم، لهذا أصبح الهلال دون هيبة. ما حدث المواسم ال7 الأخيرة أصبح من الماضي ولكن سيبقى في ذهن الهلاليين كافة أن الإدارة الحالية سلبياتها أكثر من إيجابياتها، فالهلال أصبح جداراً قصيراً لكل من أراد أن ينال منه، وأصبح بعض من يعمل في النادي يبحث عن مصالحه الشخصية دون التفكير في الكيان أولاً، لهذا نتج عن ذلك تخبطات إدارية وعوائق جعلت الفريق الأول لكرة القدم هشاً, والحال ينطبق على فريق كرة القدم حيث أصبح يخسر نقاطاً كثيرة من أندية أقل منه، وكان آخرها تعادله أمام الفيصلي مساء أمس الأول بهدفين، حيث تُعد أول 3 نقاط يخسرها الفريق الأزرق من أمام الفيصلي في مواجهات الفريقين، بالإضافة إلى أن عشاق الهلال لم يتعودوا على خسارة الدوري السعودي ل4 مواسم متتالية على أقل تقدير حتى هذه اللحظة. إدارة الهلال وعدت قبل عدة أسابيع الجماهير الزرقاء بالتصحيح عندما وجه الرئيس كلمته لهم، وقال: «وصلنا غضبكم وسيصلكم فعلنا»، ولكن ما يحدث على الواقع لم يتغير، بل أصبح الحال أسوأ، وينزف الهلال نقاطاً في سلم الدوري دون محاسبة المدير الفني والذي يعبث بتاريخ الهلال المرصع بالذهب والإنجازات.