في رثاء خادم الحرمين الشريفين الملك - عبد الله بن عبدالعزيز .. تغمّده الله بواسع رحمته. غامت عيون الكون، وهو يودعه وعليه، كالأمطار، سالت أدمعه الأرض مادت، والجبال تمايلت واهتزت الأنحاء، وهي تشيعه مروا به - مثل البخور بمرجل فانساب في كل الدروب تضوعه لما توقف قلبه - عن نبضه نطقت بألفاظ الشهادة أضلعه ملك حباه الله منطق حكمة في هيبة.. وتواضع لا يخضعه ملك يفيض - طهارة، ونزاهة ورزانة.. هي طبعه، وتطبعه ملك أقام على السجية نهضة فتعملقت.. أنى أشارت أصبعه ملك.. محبته جرت أنهارها في الأرض.. فهي حضوره، وتفرعه ملك.. جواد كم أقام بماله وبجاهه صلحا... وغاب ترفعه لم تبد مأساة.. بأية بقعة في الأرض إلا واستجاب تبرعه ملك سخي في المواقف كلها لله - يعلو جوده.... وتضرعه ملك تملك كل ما ادخرت لنا الأرض من عطف.. وصار يوزعه وأعد للإرهاب كل وسيلة تقضي عليه بمهده.. وتقطعه هذا المسجى... لف في أكفانه إصلاح كونك... ربنا - وتمتعه إن قيل : عبد الله ينهض عالم وإذا تقدمه.. يراه، ويسمعه يا موت.. كيف خطفت منا ظلنا وحبيبنا.. والكون زاد تفجعه....؟! في بيته.. الوطن الحبيب كوالد والشعب.. كم أضنى المليك تطلعه في بيته.. الوطن الكبير كحارس يحمي حماه..، ويكتويه توجعه في الناس.. كل الناس سار كمصلح وإلى الحوار دعى، وصار تتبعه شهدت له كل المحافل أنه داعي سلام.. يشتريه، ويزرعه كانت له ضد الربيع المدَّعى وقفات عز.. يحتويه.. ويمنعه لم يثنه هرم، ولم يكسر له مرض قناة.. وهو كم يتجرعه وإذا تشيع للمصالح قادة للعدل، والإصلاح كان تشيعه يا رب.. هذا الضيف كان مرابطا يحمي حمى البيت العتيق ويرفعه فأقم له بيتا رفيعا.. واسعا يؤويه بين الصالحين.. ويجمعه يا رب.. يا من لا تضيع ودائعا ننعي إليك مليكنا.. ونودعه