بعد غفوةٍ يسيرةٍ في السَّاعة الواحدة وبضع دقائق من صباح الجمعة 3-4-1436ه سمعت نذير رسالة من جوالي لابني مؤيد بدأها ب (لا حول ولا قوة إلا بالله مات ملك الإنسانية نسأل الله أن يغفرله ويرحمه) فوضعت كفَّي على هامتي قائلاً إنا لله وإنا إليه راجعون، لقد كان رحمه الله ينهى عن لقب ملك الإنسانية وملك القلوب رغم وجوده حبَّاً في كل قلوب شعبه وكل قلبِ مسلمٍ أبي.. وقلت: نرجو له سكنى الجنة وأنَّ نرى في خليفته الملك سلمان بن عبد العزيز ما يسد الثغرة ويبهج قلوبنا وأسماعنا وأبصارنا وهو أهل لذلك، وكما أعزي نفسي في هذا المصاب الجلل أعزي أهل الوطن الغالي حكَّاماً وشعباً وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز - حفظهما الله- والشعب السعودي جميعاً خاصة والأمتين الإسلامية والعربية عامة ثم كتبتُ: ما فقدْنا ملكاً بل غابَ مجد فبكينا فقدَه جمعاً وفرْدا كان حصْناً لذوي العوزِ وعوناً مثل ما قد كان للاَّئذِ سدَّا ملكٌ قد عاش بالشِّعبٍ رحيماً كلما ضاقتْ به دنياه مدَّا * * * ويواسي أمَّةَ الإسلام حتَّى لسواهمْ كان عوناً مسْتعِدَّا إنْ يعدُّوا بالأسى المُضني حداداً عاش خصماً لذوى الشرِّ وضدَّا عن هدى الرحمن ما حادَ فصاختْ أذنُ الكونِ لما منه استمدَّا * * * مات عبد الله؟ كلُّ النَّاس عينٌ تذرفُ الدَّمعَ وتُبدي الحزنَ فقدا! رحل العاهلُ فالكلٌّ دعاءٌ يسألُ الرحمنَ نُعمى للمفدَّى مات عبد الله؟ كلُّ الشعبِ قلبٌ واحدٌ يحتضنُ الوحدة قصدا! رحمة الله لأرض الخير ما إن تفتقدْ زِنْداً تجدْ للخيرِ زِنْدا هاك يا سلمانُ إنَّ الشعبَ يبكي ويمدُّ الكفَّ يا سلمان عهدا إنْ يكن للفقد في الأرواح وقْدٌ فترى فيكَ لهذا الفَقدِ برْدا ما فقدنا ملكاً إلاَّ سعدْنا بأخٍ منكمْ يُميرُ الأرضَ سعدا نسأل المولى جناناً لفقيدٍ ولمن يخلفُه نخلصُ جندا