تابعنا عبر وكالات الأنباء العالمية نعي وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الساعة: الواحدة من صباح يوم الجمعة الموافق للثالث من الشهر الرابع سنة ست وثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة. تلقينا النعي بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره الذي أراده لزعيم من زعماء الأمة العربية، والإسلامية الذين خدموا الإنسانية بمختلف الأزمان والأزمات التي عاشها بقلبه الرحيم حتى فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها مناديًا برفع الظلم عن الإنسان في شتى مشارق الأرض ومغاربها التي من أكثرها هما مناداته لحقوق الإنسان في فلسطين؛ لأجل رفع أيدي الظلم، والمعاناة، والقهر الذي يعيشه من الاحتلال الإسرائيلي المتجرد من الإنسانية التي تدعو إليها مختلف المنظمات الإنسانية العالمية. عاش خادم الحرمين الشريفين ينادي منظمات حقوق الإنسان برفع الظلم عن أبناء فلسطين الذين عانوا ويلات الاعتقالات، وظلم الاحتلال، وغربة التشرد من عدوهم وعدو الإنسانية الصهيوني الذي تجرد من الرحمة وهم يعانون سكرات الموت تحت أنقاض منازلهم، ومدارسهم، ومساجدهم التي أحدثتها طائراتهم بوابل من القنابل لا حول لهم ولا قوة إلا من عند الله التي أوصلها خادم الحرمين الشريفين كلمةً مدوية في صميم ضمائر أبناء العالم؛ ليقفوا مع أبناء فلسطين، وينصفونهم من عدوهم الذي تجرد من الإنسانية. إن إنسانية خادم الحرمين الشريفين لم تنحصر على شعب فلسطين، إذ وصلت إلى مختلف الشعوب العربية، والإسلامية، فكم من بلد إسلامي أصيب أبناءه بمصيبة إلا وامتدت يديه لنجدتهم، ومواساتهم، والترحم عليهم، يشتكي شكواهم، ويعيش أحزانهم، ويتألم آلامهم، إنه القائد العربي المسلم، الباقي في قلوب الذين يقدرون مواقفه الإنسانية. فكم أدمعت عينيه صرخات من بترت أطرافهم، ونزفت دماؤهم، وحطمت عظامهم في الثورات العربية، وكم كوت قلبه الزلازل، والفيضانات، والمجاعات التي أصابت العالم الإفريقي، والآسيوي. رحم الله خادم الحرمين الشريفين الذي غرس حبه في قلوب أبنائه المواطنين الذين تقبلوا مصيبة النعي من الديوان الملكي بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، لقائدهم العظيم، الذي أبقى إرثًا كبيرًا من الإنجازات لهم وهي تتحدث عن نفسها في المدن، والمحافظات، والمراكز. إنه منذ تولى أمرهم في السادس والعشرين من الشهر السادس سنة ست وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة أصدر الأوامر الملكية السامية التي منها: توسعة الحرمين الشريفين، وجسر الجمرات، والخيام المطورة، ومشروع سقيا ماء زمزم، وتركيب المظلات، وإنشاء مكتبة الحرم المكي، وخدمة الترجمة الفورية في الحرم المكي والمدني، ومشروع القطار داخل المشاعر المقدسة، ومشروع المطاف، وتوزيع الملايين من نسخ القرآن الكريم إلى مختلف الأقطار العربية، والإسلامية، وزيادة رواتب الموظفين المدنيين، والعسكريين، وتخفيض تعريفات المحروقات البترولية، وإنشاء كرسي الملك عبد الله بن عبد العزيز للقرآن الكريم، ومؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان الخيري، وإنشاء صندوق لمعالجة الفقر، ورفع الحد الأعلى للقرض السكني إلى خمسمائة ألف ريال، وإنشاء خمسمائة ألف وحدة سكنية للمحتاجين من المواطنين، وإحداث ستين ألف وظيفة عسكرية لوزارة الداخلية، وأوصل الجامعات إلى ثلاث وثلاثين جامعة يدرس فيها أكثر من مليون طالب وطالبة، وابتعاث أكثر من مئة وخمسين ألف طالب وطالبة إلى كثير من البلدان العربية، والإسلامية، والصديقة، وغيرها من الإنجازات التي من الصعب حصرها، والتحدث عنها؛ لأنها سوف تبقى في ذاكرة أبنائه المواطنين، وأبناء الأمة العربية، والإسلامية الذين رفعوا أكف الدعاة إلى الله العلي القدير أن يسكنه فسيح جناته مع الأنبياء، والشهداء، والصالحين. هذا وتعازينا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وللأسرة المالكة الكريمة، ولأبناء الشعب السعودي الوفي، ولأبناء الأمتين العربية والإسلامية.{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.