أرجع مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في حي البديعة بمدينة الرياض الشيخ محمد بن إبراهيم السبر التباين في أنشطة المكاتب التعاونية إلى ضعف الكادر البشري وضعف الإمكانات المادية وعدم ثبات الدعم. وقد يكون ذلك تبعاً لمواقعها الجغرافية؛ فالمدن الكبيرة تختلف عن القرى والمحافظات، إذا أخذنا في الحسبان أن المدن والمناطق الصناعية والآهلة بالعمال والوافدين تستوجب جهداً وعملاً أكبر ونشاطاً مختلفاً. والجميع مجتهد من أجل إيصال رسالة المكاتب وتوعية الجاليات. وأكد السبر أن التعاون بين المكاتب والدعاة وتبادل الخبرات مطلبٌ مهم، ومن دلالة نجاح العمل، على الرغم من عدم وجود آلية لذلك تساعد على التواصل، وضعف روح المبادرة لدى البعض. ومن هنا نأمل بدور أكبر لفروع وزارة الشؤون الإسلامية في تبني التنسيق. أما تبادل الخبرات فهو موجود من خلال الملتقيات الخاصة بالجاليات والدعاة ورحلات الحج والعمرة وبعض الفعاليات. ومن المهم وجود إدارة ولجنة تنسيقية بين المكاتب لتوحيد الجهود الدعوية والإدارية. ووصف فضيلته واقع المكاتب التعاونية بأنه طيب ويبشر بخير - إن شاء الله - في ظل إشراف الوزارة ومتابعتها ودعهما، الذي شهد تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة فيما يخص الجانب الدعوي، وربطه بوسائل الإعلام المختلفة ووسائل الاتصال الحديثة التي كان لها الأثر الملموس في أساليب الدعوة، واتضح ذلك جلياً من خلال تنوع مناشط مكاتب الجاليات واستهدافها للمستفيدين من تلك المكاتب بلغاتهم وجنسياتهم كافة، والوصول لهم في مواقعهم داخل المملكة وخارجها. مؤكداً أن المكاتب في مناطق المملكة تقوم بدورها المناط بها وفق إمكاناتها وقدراتها لأداء رسالتها. واستطرد مدير تعاوني البديعة قائلاً: ولا شك أن نقص الإمكانات المادية عقبة كبيرة، تستنزف الكثير من جهود المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في البحث عن روافد مالية لتغطية المشاريع الدعوية المقامة. وهذا - بلا شك - له تأثير على جودة العمل الدعوي المقدم ونوعيته. ونقترح في هذا الصدد دعماً مادياً مقطوعاً، أو تبني بعض مشاريع المكاتب التعاونية من قِبل وزارة الشؤون الإسلامية؛ فهذا يخفف كثيراً من الأعباء المالية عن المكاتب. ومن العقبات: ضعف التواصل مع الجهات الحكومية لخدمة المكاتب التعاونية، وعدم الاستقرار الوظيفي؛ فغالب العاملين معارون أو مكلفون أو يعملون في الفترة المسائية، والحاجة ماسة إلى المؤسسة الإدارية والمالية والدعوية لتقوم المكاتب على سوقها، وتستقطب الكفاءات. وعن رصد حالات الردة عن الإسلام لدى بعض المسلمين الجدد قال الشيخ السبر: نعم، تم رصد حالات ردة، لكنها ليست بالشكل الملحوظ، ويتم التعامل معها من خلال معالجة أسباب هذه الظاهرة. وهناك برامج مخصصة لمتابعة المسلم الجديد بعد إسلامه وبعد مغادرته المملكة، ولكن هناك صعوبة؛ وذلك بسبب عدم إمكانية التواصل معهم بالشكل المطلوب. ولعل من الأسباب في ردة البعض عدم الاقتناع، والعاطفة مع رأي مجموعة من زملائه أسلموا فأسلم, وضغط الأسرة والخوف منهم، وعدم وضوح الدعوة لدى المدعو، أو ضعف إيصال الداعية للرسالة، وعدم متابعة المسلم الجديد أو ضعفها والتحقق من إسلامه وثباته، وضعف استفادته من برامج المكاتب عموماً وبرامج المسلم الجديد وانتظامه فيها خصوصاً. مشيراً إلى أن من يشكك في صحة أرقام الداخلين في الإسلام ليس مختصاً في مجال الدعوة ومشاهدة إقبال الأشخاص على الإسلام. والمكاتب تحرص على الدقة في أعداد المسلمين الجدد، من خلال وثائق إشهار الإسلام التي تُرفع للوزارة تباعاً، ومن ثم تُغيَّر دياناتهم في إدارة الجوازات. والحمد لله، إن الأعداد متزايدة. وقدم مدير تعاوني البديعة مجموعة من المقترحات لتطوير المكاتب الدعوية، منها: توفير ميزانية خاصة لكل مكتب من قِبل وزارة الشؤون الإسلامية، وضع أوقاف خيرية للمكاتب الدعوية, أهمية تطوير وتفعيل العمل الإلكتروني وربط المكاتب بالوزارة إلكترونياً، تأمين مقار ثابتة للمكاتب في المدن والمحافظات، تفعيل اللقاءات الدورية والسنوية بين المكاتب لتبادل الخبرات وورش العمل، توحيد الإجراءات والوحدات والنماذج بين المكاتب والإدارات المهمة (الدعوة والجاليات والمسلم الجديد والدعوة الإلكترونية وتعليم الوافدين البرامج الموسمية)، إقامة الدورات التدريبية والتطويرية للعاملين في مكاتب الدعوة وخصوصاً الدعاة، اختيار الكوادر البشرية المؤهلة في إدارات وأقسام المكاتب، الاستفادة من الطلبة المتخرجين من كليات الدعوة والإعلام، أهمية تفريغ مديري المكاتب التعاونية، أن يكون هناك موقع إلكتروني رسمي للمكاتب تشرف عليه الوزارة ترتبط به صفحات دعوية بلغات عدة، الاهتمام بالجانب الإعلامي وإبراز أنشطة المكاتب من قِبل وزارة الشؤون الإسلامية وأن يتم توفير تأشيرات الدخول وتسهيل استخراجها لمترجمي ودعاة المكاتب التعاونية. وتابع: كما أنه ينبغي أن يكون هناك حملة موحدة للمكاتب الدعوية، تشرف عليها الوزارة دعماً وتنظيماً، وأن تكثف أعداد الدعاة في المكاتب الدعوية نظراً لتزايد عدد الوافدين والجاليات، وأن يتم التنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية والشركات لوضع برامج دعوية للوافدين, وأن يكون هناك برامج تعليمية للوافدين والمسلمين الجدد مقامة في جامعة أو أكاديمية، وعقد شراكة مع الجامعات لوضع برامج معتمدة لتأهيل الدعاة والعاملين بالمكاتب، وأن يكون هناك قناة إعلامية للجاليات تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية، والاستفادة من وسائل الاتصال المختلفة والتطبيقات الحديثة في الدعوة، وأن يكون هناك معرض وملتقى سنوي دعوي للشباب، يعرض فيه أهم مشكلات الشباب وعلاجها من خلال ندوات ودورات ومسابقات، وأخرى للفتيات, وزيادة الاهتمام بالبرامج المهنية بتعزيز الانتماء والولاء للدين والوطن، والحرص على الجماعة ووحدة الصف, وزيادة اهتمام المكاتب التعاونية بدعوة أهل البدع والفِرق الضالة والخارجة على المنهج الحق, وأن يكون هناك اهتمام بالجانب الدعائي للبرامج والأنشطة الدعوية. وختم الشيخ محمد السبر تصريحه داعياً إلى إيجاد نوادٍ ترفيهية في كل مدينة للاستفادة منها في البرامج الدعوية للجاليات، وأن يكون هناك معارض متنقلة بلغات مختلفة لعرضها في الجهات الحكومية والشركات، وأن يكون هناك مجلة دعوية خاصة بمكاتب الجاليات، يبرز فيها أهم الأنشطة والفعاليات المختلفة، وأن يكون هناك خطط خمسية وسنوية لكل مكتب ومتابعة، تنفيذها من قِبل الوزارة، وأن يكون هناك مسابقة سنوية وجوائز تشجيعية بعنوان (المكتب المتميز، المدير المتميز والداعية المتميز.. إلخ)، وأفضل برنامج دعوي، ويكون له آلية ونظام ليتيح فرصة التنافس الشريف بين المكاتب، ويساهم في التطوير.