أجمع مراقبون في صناعة الصيرفة الإسلامية أنه يتوجب على الطلاب، الذين ينوون إكمال دراساتهم العليا في مجال المالية الإسلامية، أن يتوخوا الحذر في الجامعات التي سيختارونها. حيث كشفت التجربة السابقة وجود ضعف في مستوى من يدرسون هذه المواد، ولا سيما أن معظم الجامعات لا تتعاقد مع مصرفيين لتدريس هذه المواد. وأكَّدت سوفيزا عزمي رئيس الإستراتيجيات والتنمية بالمعهد الآسيوي للتمويل أن الجامعات أيْضًا تحتاج إعادة صياغة مناهجها كي تناسب احتياجات الصناعة لكن تقييم وتنفيذ هذه التعديلات يستغرق وقتًا طويلاً حتمًا. واستجابت حكومة ماليزيا لذلك وحاولت التدخل في سوق العمل مباشرة. وأنشأ البنك المركزي المركز الدولي لتعليم التمويل الإسلامي (انسيف) عام 2009 للمعاونة في جهود التدريب. لكن سيد عثمان المدير الأكاديمي للمركز قال: إن شهادة التمويل الإسلامي المعتمدة التي يمنحها المركز بعد دراسة سنة واحدة بعد التخرّج لم تجذب سوى عدد محدود من التنفيذيين في الصناعة للعمل بالمركز. وأضاف أن خمسة فقط من المحاضرين المستديمين بالمركز لديهم خبرة مباشرة في القطاع ومعظم المعلمين تقاعدوا من مناصب في عالم الأعمال. وبين أعضاء لجنة التطوير المهني التابعة للمركز التي تضم 12 عضوًا وتجتمع كل ثلاثة أشهر هناك عضوان فقط يرأس كل منهما بنكًا إسلاميًّا هما بنك إسلام وبنك او.سي.بي.سي الأمين. وتعد ماليزيا والمملكة المتحدة وأستراليا من الدول التي تتميز بشكل ملحوظ في مجال التعليم والتدريب الخاص بالتمويل الإسلامي. وتقدم المملكة المتحدة خدمات التمويل الإسلامي منذ أكثر من 30 عامًا وتُعدُّ حاليًّا الدَّوْلة الغربية الوحيدة التي تطوّر صناعة التمويل الإسلامي بشكل فعَّال وتأتي أيْضًا في طليعة الدول من حيث عدد المؤهلات العلمية المقدمة مقارنة بحجم صناعة التمويل الإسلامي المحلية حيث إن هناك ما يزيد عن 20 مؤسسة تقدم أحد أنواع التَّعليم أو التدريب في مجال التمويل الإسلامي. وكذلك تقدم جامعات مرموقة تخصصات في مجال التمويل الإسلامي ومنها جامعة بيرمنجهام. ففي عام 2010، تَمَّ افتتاح مركز التمويل والأعمال الإسلامي التابع لكلية استون للأعمال في بيرمنجهام لتطوير المؤهلات العلمية والأبحاث المتقدِّمة في التمويل الإسلامي. وتهدف كلية جامعة كارديف أيْضًا إلى أن تصبح مركز تعليم التمويل الإسلامي في المملكة المتحدة ويأتي هذا بعد أن وافقت الكلية على التعاون مع معهد المصرفية والتمويل الإسلامي بماليزيا (IBFIM) وهناك عدَّة جامعات أخرى تقدم تخصصات رفيعة حول المالية الإسلامية. ماليزيا: باعتبارها واحدة من القوى الدافعة في التمويل الإسلامي العالمي، بدأت ماليزيا بوضع خطط تعزيز المواهب وتطوير البحوث كجزء من المخطط الرئيس للخطة العشرية للقطاع المالي الماليزي، التي وضعت في عام 2001 لتحسين رأس المال البشري والمجالات البحثية للصناعة المالية في الدولة. وعلى مرِّ السنين، شهد قطاع التمويل الإسلامي إنشاء معهد المصرفية والتمويل الإسلامي بماليزيا والمعروف اختصارًا باسم (IBFIM) وذلك في عام 2001، والأكاديمية الدولية للأبحاث الشرعية في التمويل الإسلامي والمعروف اختصارًا باسم (اسرا). يشار إلى أن العديد من الجامعات الحكومية في جميع أنحاء ماليزيا تقدم أيْضًا برامج البكالوريوس والدراسات العليا في مجال التمويل الإسلامي. السعودية: وفي جدة، تقدم جامعت عفت برنامج ماجستير تنفيذي للإدارة المالية الإسلامية. في حين تقدم جامعة الفيصل بالرياض مادة دراسية متعلقة بالتمويل الإسلامي كجزء من درجة البكالوريوس. يذكر أن جامعة الملك عبد العزيز قد دخلت في شراكة مع جامعة الأعمال الشهيرة (IE) لتأسيس المركز السعودي - الإسباني للاقتصاد والتمويل الإسلامي. ويبدأ معهد الاقتصاد الإسلامي بجامعة الملك عبد العزيز في استقبال طلبات الراغبين في الالتحاق ببرنامج الماجستير التنفيذي في التمويل الإسلامي. الولاياتالمتحدة: رصدت شركة «بيتك للأبحاث المحدودة»البرامج التعليمية المتعلقة في المالية الإسلامية والمقدمة بعدة دول حول العالم. حيث تمتلك الولاياتالمتحدةالأمريكية أكبر نظام مالي في العالم وأكثرها تطوَّرًا الذي استفاد على مدار عقود من النمو الاقتصادي وتحرير النظام المالي. ومع ذلك، لا يزال يُعدُّ التمويل الإسلامي مجالاً متخصصًا في الولاياتالمتحدة. يظل التمويل الإسلامي حديث النشأة إلى حد بعيد حيث يظهر إقبالاً ضئيلاً في الولاياتالمتحدة على المنتجات والخدمات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية. وفي الوقت الحالي، تقدم جامعة دي باول بشيكاغو المصرفية والتمويل الإسلامي كمقرر اختياري لبعض الدرجات البكالوريوس بينما تقدم جامعة جورج تاون بواشنطن درجة ماجستير في قانون التجارة والاقتصاد الدولي وبها مقرر اختياري في التمويل الإسلامي. وبالرغم من ذلك، لا يزال هناك عدم تيقن واضح عمَّا إذا كانت تلك المبادرات سوف تثير كثيرًا من الاهتمام أو الرغبة لدى الحكومة والأسواق المالية في السنوات المقبلة. فيما تقدم جامعة هارفارد العريقة دراسات متخصصة في التمويل الإسلامي ولديها كورس علمي معروف بعنوان « برنامج التمويل الإسلامي IFP Islamic Finance Project»