تضخ القنوات العربية سلسلة من بعض الدراما الخليجية لا تمت للخليج بأية صلة، فلا عادات، ولا تقاليد، ولا هوية، ولا خصوصية، ولا بصمة، فأصبح الكل يتقن صناعة السيناريوهات بطريقته الخاصة. الكثير يستقي أبجدياتها من ثقافات مجتمعات دخيلة على مجتمعنا الخليجي وذلك من خلال الجنسيات المتنوعة في الخليج والتي أصبحت تلعب دوراً كبيراً في صناعة الدراما. انحدار فني وأخلاقي بأغلب الدراما الخليجية لم يعد هناك من يهتم بالقيم والأخلاق كما السابق، حيث صُناع الدراما الخليجية على قدر من المسؤولية من «المؤلف للمخرج للممثل» يعوا تماماً معنى الحرية وكيف أن أمارسها دون أن أخدش مشاعر المشاهد حيث الرقابة الذاتية. كانت الدراما تمثل القيم والأخلاق وتزرع بيننا الابتسامة بعفوية طرح القضايا والمشكلات والحلول وظلت في أرفف ذاكرتنا نستمتع بزيارتها بين الحين والحين لأنها لامست ذوقنا بذوق رفيع وبساطة محببة، والواقع في الدراما الخليجية الآن خطر على الطفل والمراهق أفكار تبث لقطات تُعرض دون رقابة بعيدة تماماً عن واقع البيت الخليجي. فأصبح الأطفال والشباب يمتلكون ذاكرة سيئة عن مجتمعهم من خلال الصور المغلوطة التي تعرضها المسلسلات والتي تناقش قضايا عن المخدرات والجنس بعرض السبل والإمكانيات دون طرح الحلول.. بل أننا نرى إصرار على خط واحد في الدراما الخليجية وهو تشويه الأسرة الخليجية في مجمل مشاهدها من عنف تمثل بالضرب للمرأة بشكل ملفت دون إي إضافة قيمة فنية للعمل، وتكرار عرض مشكلات الطلاق والمشاكل العائلية ومشاهد الحزن والبكاء التي يتفنن القائمين على المسلسل في طرحها.. مشهد متكرر يكاد لا يغيب عن إي عمل درامي وكأن الشعوب الخليجية لا تُجيد إلا البكاء والحزن والسلبية نريد أن نخرج من أي مسلسل خليجي بطاقة إيجابية تلبي احتياجاتنا كشباب كأطفال نثري فيها ذاكرتنا ولكن للأسف. المسلسلات الآن عبارة عن استعراض مبالغ فيه للمكياج وعمليات التجميل والملابس الخادشة للحياء وعلاقات مشبوهة والموسيقى التصويرية الغالبة على المشاهد وأسلوب حياة غريب عن الخليج شيء جداً منفر.. ينتهي فيك العمل الدرامي لتجد نفسك أمام استعراض دون إي إضافة تحسب لصالح العمل، والسؤال الذي يطرح نفسه أمام الظهور الطاغي للمرأة في الدراما الخليجية والتي تجسدت بعدة أدوار، هل الدراما فعلاً عبرت عن واقع المرأة الخليجية واقتربت من همومها، مشاكلها، متطلباتها، أحلامها؟. الإعلام هو المرآة العاكسة لكل مجتمع بسلبياته وإيجابياته وهو سلاح ذو حدين إما معول هدم أو بناء وجب على القائمين عليه الحذر في كل ما يقدم من خلاله هي مسؤولية ورسالة كبيرة.