في عدد الجزيرة 15936 بتاريخ 5 من شهر ربيع الأول 1936ه، كتب الأخ محمد عبد الله الفوزان مقالاً بعنوان: وإن يستعففن خير لهن.. وقال: كشف المرأة لوجهها مسألة خلافية بين علماء السلف ومنهم الأئمة الأربعة وتبعهم علماء الخلف، وقال إن الشيخ الألباني - رحمه الله - أفتى بجواز كشف الوجه، إذا أمنت الفتنة وأنه ألّف بذلك كتاباً ساق فيه الأدلة بجواز كشف المرأة لوجهها، كما أن علماء مسلمين كثيرين معاصرين في العالم الإسلامي ينتمون للمذاهب الأربعة قد أجازوا كشف الوجه إذا أمنت الفتنة... إلخ ما قاله. لقد بعث الله سبحانه وتعالى محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم، فجاءت شريعته صلى الله عليه وسلم كاملة من جميع الوجوه. إن حجاب المرأة عن الرجال الأجانب وتغطية وجهها، فيقول الشيخ محمد المقدم في كتابه عودة الحجاب: اتفق جمهور علماء المذاهب في هذا الزمان على وجوب تغطية الوجه والكفين عند المرأة، وعلماء المذاهب الأربعة في مسألة حجاب المرأة متفقون على وجوب تغطية المرأة جميع بدنها عن الأجانب. وألّف فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رسالة الحجاب، وقال فيها اعلم أيها المسلم أن احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب وتغطية وجهها أمر واجب دلّ على وجوبه كتاب الله تعالى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والدليل من القرآن الكريم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}، والأدلة من السنة عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا جاؤونا سدلت إحدانا جلبابها على وجهها من رأسها فإذا جاوزونا كشفنا) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة. ففي قولها: فإذا جاؤونا تعني الركبان سدلت إحدانا جلبابها على وجهها دليل على وجوب ستر الوجه، لأن المشروع في الإحرام كشفه، فلولا وجود مانع قوي من كشفه حينئذ لوجب بقاؤه مكشوفاً، وبيان ذلك أن كشف الوجه في الإحرام واجب على النساء عند أكثر أهل العلم والواجب لا يعارضه إلا ما هو واجب، فلولا وجوب الاحتجاب وتغطية الوجه عند الأجانب، ما ساغ ترك الواجب من كشفه حال الإحرام، فهذا دليل من الكتاب الكريم والسنة على وجوب احتجاب المرأة وتغطية وجهها عن الرجال الأجانب، فهل فهمت يا محمد حكم الشرع في احتجاب المرأة ووجوب تغطية وجهها.. أرجو أنك فهمت.