تعود عجلة الدوري الأسباني لكرة القدم للدوران من جديد بعد أن توقفت لفترة وجيزة بسبب عطلة الأعياد في إسبانيا، وتنطلق منافسات الجولة السابعة عشرة بمباراة يستضيف خلالها أتليتكو مدريد منافسه ليفانتي على أرضية ميدان ملعب «فيسينتي كالديرون» الذي يتسع لأكثر من 54 ألف مشجع اليوم السبت (الساعة السادسة مساءً بتوقيت مكةالمكرمة). يدخل أصحاب الأرض للمباراة بعد التفوق في الجولة الماضية على مضيفه أتليتك بيلباو بنتيجة كبيرة قوامها (4-1) في مباراة كان بطلها الجناح الفرنسي الدولي انتوان غريزمان (23 عاماً)، حيث تألق وسجل ثلاثة أهداف (هاتريك)، وجاء الهدف الرابع من ركلة جزاء نفذها بنجاح لاعب الوسط الأسباني راؤول جارسيا. ويحتل حامل لقب الدوري المركز الثالث في سلم الترتيب العام لليجا برصيد 35 نقطة (بفارق ثلاث نقاط عن برشلونة، وبفارق أربع نقاط عن المتصدر ريال مدريد). وأقدم النادي على خطوة مهمة للغاية (من الناحية المعنوية) في سوق الانتقالات الشتوية حينما استعاد ابنه الذي تألق فيما مضى مع ناديه أتليتكو مدريد، حيث أنهى «الروخي بلانكوس» كل الإجراءات اللازمة لاستعادة المهاجم الإسباني فيرناندو توريس بعد أن تمت صفقة مبادلة مع نادي آي سي ميلان الإيطالي بمنحهم المهاجم الإيطالي أليسيو تشيرتشي، وقال توريس مع وصوله لمسقط رأسه: «أشعر بالسعادة لعودتي لمنزلي». في إشارة واضحة من المهاجم صاحب الثلاثين ربيعاً لحنينه للمكان الذي انطلق منه نحو عالم الاحتراف والنجومية، وسيحتاج «النينو» لوقفة حقيقية من قبل أنصار الأتليتكو ومدربه دييغو سيموني الذي كان في يوم من الأيام زميلاً لتوريس الذي كان قائداً لأتليتكو مدريد قبل سنوات مضت ولمدربه سيموني، وتوقعت الصحافة الإسبانية بأن مهمة توريس وسيموني ستكون صعبة للغاية نظير الهبوط الحاد في مستوى المهاجم الإسباني إذ يتعين على توريس اللعب بشكل تدريجي في التشكيلة الأساسية حتى يستعيد جزءاً من مستواه المعروف وقوته في خط المقدمة، وما يزيد صعوبة المهمة على توريس هو أن أتليتكو مدريد يزخر بالعديد من اللاعبين ذوي النزعة الهجومية في الوقت الحالي مثل المهاجم الكرواتي الدولي ماريو ماندزوكيتش والجناح الفرنسي السريع انتوان غريزمان والإسباني راؤول جارسيا والمكسيكي راؤول خيمينز، إضافة إلى الوافد الجديد الأرجنتيني أنخل كوريا. فنياً لا يمكن لماندزوكيتش وتوريس اللعب معاً، إلا إذا كان لسيميونيسلوباً فنياً جديداً، حيث إن كليهما رأس حربة صريح يعيبه البطء في التحركات، مع التواجد داخل منطقة الجزاء بهدف اقتناص وإنهاء الهجمات، ويصعب على كل من المهاجمين العودة للخلف للقيام بالمساندة الدفاعية أو النزول على أطراف الملعب لفتح اللعب وتهيئة الفرص لزملائهم، وهو ما سيدفع المدرب سيموني للاعتماد على أحدهما في رسم تكتيكي (4-5-1)، خاصة أن المدرب الأرجنتيني يعشق إحكام قبضته على خط الوسط. في المقابل، يدخل الضيوف للمباراة بحثاً عن تحقيق نتيجة إيجابية حيث إن الفريق خسر مرة وتعادل ثلاث مرات في الجولات الأربع الماضية، ويحتل ليفانتي المركز الخامس عشر برصيد 15 نقطة. وكان مدرب الفريق السيد لوكاس ألكاراز قد أعرب عن فخره بالمجهود الذي يقدمه اللاعبون، خاصة في المباريات التي تقام خارج ملعبهم حينما قال في تصريحات صحفية: «لطالما لعبنا بمجهود كبير في المباريات السابقة، كنا نحاول الفوز عن طريق لعب الكرة وليس تضييع الوقت». في إشارة واضحة من المدرب الإسباني لاحترامه للاعبيه ولطريقة اللعب التي تحتوي على كرة قدم نظيفة بعيداً عن اللجوء للأساليب الملتوية مثل إضاعة الوقت. فالنسيا × ريال مدريد قمة مثيرة تشهدها الجولة السابعة عشرة يوم غد الأحد (الساعة السابعة مساءً بتوقيت مكةالمكرمة) حينما يستضيف الخفافيش فرقة مدريد الملكية على أرضية ميدان إستاد المستايا الذي يتسع لأكثر من 52 ألف مشجع. ويدخل أصحاب الأرض للمباراة بهدف مواصلة الانتصارات بعد الفوز على رايو فاليكانو (3-0)، وإيبار (1-0) خلال منافسات الجولتين الماضيتين، ويحتل فالنسيا المركز الرابع في بطولة الدوري برصيد 31 نقطة. وتحدث مهاجم وهداف الفريق باكو ألكاسير عن المواجهة المرتقبة ضد ريال مدريد لوسائل الإعلام قائلاً: «نلعب بجدية كبيرة على ملعبنا، ونقدم أداءً قتالياً عالياً، وهو ما يمنحنا النقاط في المستايا. من الواضح أن المباراة المقبلة هامة للغاية، ضد الفريق الأفضل في العالم حالياً. ولكن على ملعبنا، يجب أن نكون أقوياء وأن نعقد الأمور عليهم». وأعرب المهاجم الإسباني ألفارو نيجردو عن أجواء الاطمئنان التي سادت بين اللاعبين وأنصار الفريق بعد قيام رجل الأعمال السنغافوري السيد بيتر ليم بشراء نادي فالنسيا، وقال نيجريدو في تصريح نشره موقع رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم: «كان الحديث في السابق عن أمور أخرى، لكن وصول بيتر ليم طمأن اللاعبين والجماهير». وعن وضعية فريقه أضاف نيجريدو: «بالنظر إلى الأسلوب الذي يعتمد عليه فالنسيا.. وما يرغب النادي في القيام به، فإنه يبدو أشبه بأسلوب أتلتيكو مدريد. ولكن لا يمكن أن ننكر أن هناك مباريات جيدة أداها الفريق، وأخرى سيئة في الدور الأول من الليجا، ما يجب التركيز عليه.. هو العمل دائماً بأقصى جهد ممكن». وعن إصابته قال نيجريدو: «لم أتعرض لإصابة خطيرة طوال مسيرتي، وعندما تصاب فإنك تشعر بالسوء، خاصة في البداية. لكنني بدأت على الفور في العمل للتعافي بأسرع وقت ممكن، وتزامن هذا الأمر مع انتقالي إلى فالنسيا. وما جعل التعافي أسهل بالنسبة لي هو الدعم الذي وجدته من الجميع هنا». وأنهى نيجريدو حديثه بقوله: «أرغب في العودة للملاعب وتسجيل الأهداف نظراً لكوني مهاجم، أتمنى أن أواصل اللعب والتسجيل لمساعدة فريقي». من جانب آخر، يعيش نادي فالنسيا فترة استقرار فني لم يشهدها منذ موسمين، حيث إن السيد نونو اسبيريتو سانتو المدير الفني الحالي لفالنسيا هو أول مدرب للخفافيش يظل في منصبه بعد توقف أعياد الميلاد منذ عام 2011، وهو ما يعكس الوضع الجيد للنادي الإسباني خلال منافسات الموسم الحالي. في المقابل، يدخل ريال مدريد للقمة التقليدية بعد العودة من المعسكر الذي أقيم في مدينة دبي متصدرا الترتيب العام لبطولة الدوري برصيد 39 نقطة (مع أفضلية مباراة مؤجلة)، وشارك خلاله الفريق في بطولة كأس التحدي الودية التي خسرها الميرنجي أمام منافسه ميلان الإيطالي بنتيجة (4-2)، ويأمل المدرب كارلو أنشيلوتي في أن يواصل لاعبوه الأداءات الفنية المذهلة التي قدموها قبل التوقف لعطلة أعياد الميلاد. ويسعى ريال مدريد لتحقيق فوزه الثالث عشر على التوالي في الليجا، وقال أنشيلوتي في بيان صادر عن النادي: «كنا نحتاج إلى مباراة مثل هذه بعد أسبوع العطلات، والخسارة من ميلان لا تؤلمنا بتاتاً والفريق كان جيداً على الصعيد التكتيكي، الآن علينا الحصول على قدر من الراحة والاستعداد لمواجهة فالنسيا». وعن الإصابات قال أنشيلوتي: «وردتنا أنباء بأن مارسيلو يتعافى من إصابته ويتدرب جيداً، وخيسيه لعب أمام ميلان وأظهر مستوى جيد.. وبالأخص في الشوط الثاني، لقد تعافى بصورة كاملة». من جانبه تحدث اللاعب خيسي (21 عاماً) عبر الموقع الرسمي لريال مدريد على الشبكة العنكبوتية قائلاً: «لقد تعافيت، والأمر المهم بالنسبة لي الآن هو مساعدة الفريق»، وأضاف المهاجم الإسباني الشاب: «لقد قضيت سبعة أيام عطلة الأعياد وأنا أتمرن مع أخصائي العلاج على تقوية العضلات والركبة لإكمال برنامجي التعافي، وهو أهم الأمور التي أقوم بها في الوقت الحالي». وعن السقوط أمام ميلان في كأس التحدي الودية قال: «ريال مدريد تعود على اللعب وتحقيق الفوز لهذا نحن غير راضين عن الإخفاق بالفوز، ولكن الفريق يعمل جيداً.. ولدينا مباراة مهمة في الليجا أمام فالنسيا، وعلينا الحفاظ على سير الأمور لمصلحتنا والاستمرار على ذلك حتى نهاية الموسم». واختتم خيسي حديثه قائلاً: «أود الفوز بالألقاب في السنة الجديدة 2015م، والفريق عليه القتال على ألقاب كل البطولات التي ينافس بها، وهذا هو هدف أعضاء الفريق ككل تماماً كما هو هدفي». الجدير بالذكر أن المخاوف تحيط بأجواء الميرنجي قبل مباراة الكلاسيكو ضد الخفافيش بعد الخسارة الودية غير المتوقعة أمام ميلان، ويسعى المدرب كارلو أنشيلوتي وإدارة الفريق لحث اللاعبين على ضرورة تحقيق الفوز أمام فالنسيا للخروج من الأجواء السلبية التي قد تضرب الفريق في مسيرته في بطولة الدوري، التي من شأنها أن تفقده صدارته لليجا. ريال سوسيداد × برشلونة مباراة مثيرة تنطلق يوم غد الأحد على أرضية ميدان إستاد «انويتا» الذي يتسع لأكثر من 32 ألف مشجع (الساعة 11 مساءً بتوقيت مكةالمكرمة)، حينما يستضيف ريال سوسيداد منافسه الكتالوني القادم من مدينة برشلونة بهدف الإطاحة به لتكرار النتيجة التي حققها في الموسم الماضي حينما قهر البلوجرانا بالفوز بنتيجة (3-1). ويدخل أصحاب الأرض للمباراة المهمة بعد انتهاء فترة التوقف حيث يحتل الفريق المركز الرابع عشر برصيد 15 نقطة بعد أن ترنح الفريق بقيادة مدربه المقال جاكوبا أراساتي ليعين مكانه المدرب الاسكتلندي ديفيد مويس (مدرب مانشستر يونايتد السابق)، لكن مويس لم يتمكن بعد من النهوض بالفريق من كبوته التي تعرض لها خلال منافسات الموسم الحالي، حيث أشرف على تدريب الفريق في خمس مباريات (فاز في مباراة وخسر مباراة، وتعادل في ثلاث مباريات)، ويأمل المدرب الاسكتلندي في أن يحقق فريقه فوزاً سيكون مهماً للغاية من النواحي المعنوية للاعبيه، وربما يكون الانطلاقة نحو الأمام لتحسين مركز الفريق في سلم الترتيب العام. وقال مويس في تصريحات نشرتها صحيفة «أس» الإسبانية: «أنا الآن في غاية التركيز، وسينصب جل اهتمامي في الفوز بالمباريات الممكنة كافة، وذلك حتى نتجنب الهبوط في أسرع وقت ممكن، وفي حال تحقيقنا لبعض النتائج الجيدة في بداية العام الجديد فإنه سيكون بوسعنا أن نتطلع لمراكز المقدمة». وأضاف المدرب الخبير: «أسعى للتعرف بشكل أفضل على اللاعبين والنادي وكل ما يحيط بي من أجواء.. والصورة المتكونة لدي باتت بالفعل أكثر وضوحاً، كل ما نريد تغييره في المستقبل يجب أن يأتي بالتدريج وليس بشكل فوضوي». في المقابل يدخل برشلونة للمباراة متسلحاً بعامل الحذر من السقوط في فخ ملعب «الأنويتا» الذي دائماً ما يتمتع بأجواء تكون مؤثرة على معنويات وأداء الفريق الكتالوني. ويأمل المدرب لويس أنريكي في أن يواصل فريقه حصد النقاط لملاحقة المتصدر (ريال مدريد). وكان برشلونة قد فاز بخماسية نظيفة على ضيفه قرطبة في الجولة الماضية ليرفع رصيده إلى 38 نقطة (بفارق نقطة واحدة عن ريال مدريد الذي لديه مباراة مؤجلة). من جانب آخر، أكد الرئيس جوزيب ماريا بارتوميو أن رفض محكمة التحكيم الرياضي الاستئناف الذي تقدم به النادي الكتالوني ضد العقوبة الصادرة عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بحرمانه من التعاقد حتى يناير عام 2016م يعد ظلماً كبيراً سيؤثر على مستقبل النادي، وقال بارتوميو في تصريحات صحفية: «تعرض البرسا لظلم كبير، وكذلك كل الأطفال والأسر المتضررة من القرار، وكل أعضاء نادينا وكذلك عالم كرة القدم بوجه عام، وأعتبر أن عقوبة الفيفا كانت غير متناسبة مع المخالفات المرتكبة، وجاء قرار محكمة التحكيم الرياضي ليدعم عقوبة الفيفا، وهذا أمر ليس جيدا بالنسبة لنا، وبعيد عن المنطق الرياضي». وتساءل رئيس برشلونة عن دور الفيفا في حماية الأندية حينما قال: «لا بد وأن يكون الفيفا ورئيسه منظمة تهتم بحماية عالم كرة القدم، وبقرارات سلبية كهذه.. هم يحيدون عن هذا الهدف، ونحن لا نشعر بحماية من جانب من يجب أن يوفرها. تم منح الأولوية للالتزام التام بالقواعد التي كتبت على نحو سيئ على حساب روح هذه القاعدة. أتمنى أن يتمتع الفيفا بشعور بالمسئولية لإعادة كتابة هذه القاعدة وألا يتعرض أي ناد آخر لهذا الظلم. رغم ذلك، أود أن أؤكد للأعضاء أن العقوبة لا تعرض المشروع الرياضي لأكاديمية الناشئين لاماسيا للخطر». وتوقعت الصحافة الإسبانية ألا يؤثر مثل هذا القرار على معنويات لاعبي برشلونة في مواجهتهم لسوسيداد، وسيتعين على المدرب لويس انريكي إيجاد الأسلوب المناسب للعب بالتشكيل الأساسي لضمان الفوز بالنقاط ومن ثم منح الفرصة للاعبين الشباب ليمثلوا دعماً للفريق في قادم المنافسات وسط الحرمان الذي يواجهه برشلونة حتى يناير العام المقبل.