لا شك أن نجم بقيمة ناصر الشمراني وقيمة ناديه «المستهدف من كل من ليس بهلالي» أخطأ في الحادثة التي وقعت في المباراة الودية التي جمعت المنتخب السعودي وشقيقه البحريني في الأراضي الاسترالية, فنجومية ناصر وشهرته كانت تستدعي أن يضبط نفسه حتى لو سمع من الشتم والسب مايندى له الجبين, فهذا نصيبه, وهذا قدره المكتوب, ومن المؤكد بأنه مأجور على سكوته بإذن الله. وعلى ناصر الشمراني أن يتخذ من نجوم الهلال السابقين قدوة له, فهذا الأسطورة الجابرية سمع طيلة عشرين عاما من الألفاظ الخارجة عن النص ما قد ينهي حياة لاعبين, ولكن لأنه السامي فقد تسامى عن خزعبلات هؤلاء, وكتب مجدا لا زال يتردد حتى الآن, ولن ينسى في تاريخ الكرة السعودية, وهذا الكابتن ياسر القحطاني يتلقى من الكلام الموجع ماتهتز له الأبدان, لدرجة بأننا نعتقد بأنه خلال العشر سنوات الأخيرة لم يُشتم لاعب بمثل ماشتم ياسر, ولكن لأنه ياسر النجم المبهر, كان يتغاضى ويصمت لأن النجومية فرضت عليه أن يكون قدوة لغيره. هذان الاسمان «سامي وياسر» جئنا بهما للاستشهاد فقط, ولأنهما نالا من الشتم ما الله به عليم, وإلا غيرهما كثير من اللاعبين شتموا في العلن, ولكنهما جعلا هذا الكلام خلف ظهورهم ولم يتأثرا من كلام لا يقدم ولا يؤخر, ولذلك يتمنى محبو ناصر الشمراني أن يتخذ من هؤلاء النجوم قدوة له, وعليه أن يدرك بأنه أصبح مستهدفا, ليس لشخصه وإنما لأنه يلعب لناد يمثل للبعض عقدة نفسية..! هذا بشكل عام, أما عن القصة التي حدثت بين ناصر الشمراني وبين المشجع «المبتعث» الذي حضر لمباراة المنتخب السعودي بقميص ناديه, وقال من الكلام «الساقط» ماجعل الشمراني يخرج عن النص, فهو بالطبع يمثل شريحة معينة كانت ولا زالت تحارب المنتخب السعودي ولا تتمنى له الخير, ويكفي أن نقول بأن تلك الشريحة كانت في دورة الخليج الأخيرة تساند المنتخبات الخليجية على حساب المنتخب السعودي, وهذا مرده تعصب ممقوت أوصلهم لحال أصبحنا معه نشفق عليهم..! ولكن, هذا المشجع «المبتعث» يختلف عن غيره في الداخل, فالمشجعون في الداخل لا نعلم عن مستويات تعليمهم, ولا نعلم عن عقلياتهم أي شيء, بينما من تفوه على الشمراني تم ابتعاثه لاستراليا ليدرس ويتعلم ويعود ليفيد وطنه, ولكن يبدو بأن ذلك المشجع «المبتعث» ذهب بأخلاقه وسيعود بأخلاقه, ولن يفيد فيه تعليم طالما أنه لم يتغير على مستوى السلوك الأخلاقي, ولذلك كل مانتمناه من وزارة التعليم العالي هو فضح أخلاق المبتعثين قبل أن تُفحص شهاداتهم, فالأخلاق أهم بكثير من شهادات لن تفيد حاملها إن كان سيئ الخلق...! بقي أن نؤكد, بأن هذه القضية التي أصبحت رأيا عاما, لو كان فاعلها لاعب ليس بهلالي لانتهت في ساعتها, وهذا مايجب أن يعلمه المسؤولون عن المنتخب ومسؤولو اتحاد القدم, ومسؤولو رعاية الشباب, فالهلال مستهدف من إعلام لا يراعي مخافة الله فيما يكتب ويقول..!