نظم «روشان جاليري» للفنون الجميلة بمدينة جدة يوم الاثنين الماضي بحضور يؤكد أهمية الفنان نايل وحضوره المؤثر على الساحة المعرض التكريمي للفنان التشكيلي السعودي نايل ملا، كمبادرة منها لدوره النشط ومساهماته المتعددة في إثراء الساحة التشكيلية السعودية.. حيث شاهد الحضور في معرض «تشاكيل» نايل ملا، العديد من الإبداعات والإرهاصات والزخم اللوني، والتنوع الموضوعي، والأساليب المتعددة، المليئة بأحاسيس ال «تشاكيل» القديمة والعتيقة التي عالج بها الفنان مواضيعه.. تميز الفنان نايل ملا بتعدد الأساليب والتقنيات والمواضيع، فهو مبتكر، وخلاق، ومن ذلك ترى له العديد من المجموعات والمراحل الفنية التي تم عرضها منها مجموعة (تقاسيم شرقية)، مجموعة (أنغام شعبية) مجموعة (الكراسي)، مجموعة (الجرافيك) وهي ما تسمى بأعمال الحفر والطباعة، يعتبر الفنان نايل الأكثر إهتماماً بأعمال فن الجرافيك في السعودية، وحصل على العديد من الدورات المتخصصة والمكثفة بهذا المجال، بأسبانيا والأردن، ويعتبر فن الجرافيك، الأكثر عرضاً في العالم، ونفذ مجموعة كبيرة منها وشارك بها في ترينالي القاهرة الدولي وبأسبانيا مجموعة (المزهريات)، مجموعة (المائيات).. مجموعة (الأحبار)، مجموعة (أسود × ابيض) مجموعة (القهوة) مجموعة (الاسكتشات والتخطيطات). مجموعة (المصغرات)، مجموعة (أثر، أثر). مجموعة (الجرافيتي)، مجموعة (الأحلام). يعتبر نايل ملا، أحد أبناء مكةالمكرمة، الذين نشأوا وترعرعوا في بيوتها العتيقة العابقة بالذكريات، وأزقتها القديمة، وحواريها الشعبية، القريبة من الحرم المكي، ومن الذين لم يدرسوا الفن، ببالرغم من أنه كان مرشحاً للابتعاث إلى فلورانسا لدراسة الفنون الجميلة وهندسة الديكور، إلا أن رفض والدته رحمها الله، لم يكن حجر عثرة أمامه، فكان عشقه الرسم منذ الصغر، وكان هاجسه أن يصبح يوما ما فناناً تشكيلياً، فصار أحد أبرز فناني الجيل الثالث من التشكيليين السعوديين، برغم عدم دراسته للفنون الجميلة، إذ بدأ مشاركاته وحضوره وأنشطته منذ العام 1982م، فكانت مسيرته التشكيلية حافلة بالعديد من الأنشطة والإنجازات، سواءً بإدارته وتنظيمه للعديد من الفعاليات والمسابقات والمعارض التشكيلية، أو من خلال كتاباته ومتابعاته وتغطياته للفن التشكيلي السعودي بالصحافة السعودية. كما شكل حضوراً من خلال تمثيله للمملكة، ومشاركته بالبيناليات والمهرجانات العربية والدولية، وحصوله على عدد من جوائزها. لم يقم الفنان نايل ملا، في مسيرته التشكيلية سوى معرض شخصي يتيم واحد وكان ذلك عام 1992م، قدم من خلاله آنذاك تجربة جديدة، لفتت الانتباه، والذي جاء افتتاحه على شرف كل من الدكتور عفيف البهنسي المؤرخ السوري العربي المعروف، والفنان التونسي نجا مهداوي، والفنان د. صالح رضا رئيس نقابة الفنانين الأسبق، ونظراً لمشاركاته المتعددة بالمعارض والمناسبات والمسابقات التشكيلية المحلية والدولية، فقد توزعت تجاربه على تلك المشاركات دون إقامة معرض واحد، كما أن انشغاله واهتمامه بتنظيم وإعداد العديد من الفعاليات من مسابقات ومعارض ومهرجانات محلية، كمسابقة ملون السعودية التي كانت تنظمها الخطوط السعودية، التي كانت تعتبر من أكبر المسابقات الخليجية، والمهرجان العربي الأول للأعمال الفنية الصغيرة، الذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى العالم العربي، وقبل ذلك كان بيت التشكيليين بجدة، الذي كان عضواً مؤسساً له، قدم خلاله الكثير من الأدوار والجهود لتفعيل أنشطة هذا الكيان، بجانب إشرافه على لجنة الفنون التشكيلية بالجمعية السعودية للثقافة والفنون بالمنطقة الغربية، كما نظم وأشرف على تنفيذ أكبر مسابقتين لفن «الجرافيتي» و»فن الكولاج» شهدتها السعودية بمدينة جدة. كل ذلك وغيره من الالتزامات والأنشطة المتعددة التي أشرف على إنجازها، أدى إلى عدم إتاحة الفرصة له بإقامة معرض شخصي آخر، كما أن التوقف عن ممارسة هوايته، والعزلة التي عاشها على فترات متقطعة، تجاوزت ثلاثة عشر عاماً، ساهمت في تأجيل إقامتة لمعارضه الشخصية،، ومن ثم ترتب الأمر إلى تكدس الكثير من أعماله الفنية، ومن مختلف المراحل والتجارب،، وبالتالي نبعت فكرة إقامته معرضاً شخصياً استعدادياً، معتبراً إياه بمثابة الأول والأخير، ليشمل عروضاً لكافة أعماله المتنوعة والمتكدسة لديه على كافة المراحل والتجارب. وليكون شاملاً لعرض كافة أعماله المتنوعة، التي تجاوزت أكثر من 1000 عمل، هي حصاد كافة المراحل والتجارب والسنين. «تشاكيل» هو الحلم الذي استقى الفنان منه عنواناً لمعرضه، هو تلك الألوا ن القديمة التي كان يرسم بها منذ طفولته بالبيت، والمدرسة، وعلى وجه التحديد بحصة مادة الرسم.