على درب الشوق سارت مواكب الكلمات الصادقة حاملة في عمق معانيها درر الحب والوفاء وإلى منطقة جازان توجهت قوافل المشاعر الجياشة باحثة عن الدفء والروعة في جمال المكان وكرم الإنسان وفي محافظة العيدابي كان اللقاء جميلاً ممزوجاً بعسل المهرجان الذي كان برعاية أبوية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة جازان والذي سجل من خلاله أبناء محافظة العيدابي بالمنطقة نجاحاً كبيراً وهم يسطرون على صفحات الواقع أروع فنون الإبداع الذي ارتسمت ملامحه عبر فعاليات مهرجان جازان الأول للعسل والذي شهد إقبالاً كبيراً من الزوار والمتسوقين الذين جاؤوا من داخل المنطقه وخارجها ومابين الغيم والمطر وخضرة الأرض وجمال التنظيم تعانقت الهمم وتضافرت الجهود وعلى ألحان الوفاء عاشت محافظة العيدابي عرسها العسلي وهي تفتح قلبها لكل الزائرين متوشحة بعبق الورد الذي فاح عطره في كل الدروب واستوطن بشذاه بين رياض القلوب وفي ساحة الاحتفال وبين أروقة المهرجان كانت ابتسامة الرضا قد اعتلت كل الوجوه الحاضرة. وحين نتحدث عن العسل الجبلي فذلك يعني أننا أمام أحد أجود الأنواع خاصة من ناحية المصدر الغذائي والطعم واللون وذلك بفضل الطبيعة التي يعيش فيها النحل مما جعل بعض النحالين يفضل الاحتفاظ بمنتجهم للاستعمال الشخصي أو تقديمه كهدية لشخصية عزيزة غالية عليهم. كل الشكر والتقدير لكل اللجان القائمة على نجاح وتألق مهرجان العسل الذي أشاد بتميزه كل من حضر أو شاهد أو سمع عنه وعن الفعاليات التي أضافت للمهرجان نكهة جميلة ممزوجة بطعم العسل ورائحة الورد. وبعد أن عاشت منطقة جازان مهرجان العسل والتلذذ بحلاوته هاهي محافظة الداير بني مالك بالمنطقة وللعام الثاني على التوالي تستعد لاحتضان مهرجان البن الثاني بعد أن حقق العام الماضي في دورته الافتتاحية نجاحاً باهراً أشاد به القاصي والداني وشهد إقبالاً كبيراً لم يكن متوقعاً أن يكون بتلك الحشود الهائلة التي تدفقت بنشوة الفرح إلى أحضان المهرجان لتعيش الحقيقة بتفاصيلها الجميلة والتي كانت بالأمس مجرد أحلام مبعثرة بعيدة المدى ودائماً ما تلوح فوق الأفق، وهاهي اليوم تتحقق على أرض الواقع بتوجيه ومتابعة من سمو أمير المنطقة ومهندس مستقبلها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود -وفقه الله- وهو يشارك أبناء المنطقة آمالهم وتطلعاتهم ويسعى جاهداً لتوفير كل الخدمات التي ينشدها المواطن في كافة المراكز والمحافظات ويبحث عنها ويتمنى أن ينعم بها دون أدنى مشقة أو عناء وهذا ما تعودناه من حكام هذا الوطن المعطاء إلا إنه وبكل صراحة ووضوح ورغم النتائج الإيجابية التي حققها مهرجان البن في نسخته الأولى خاصة الإعلامية والدعائية بات الأهالي هناك يتطلعون إلى مثل هذه المهرجانات لأنها تحرك الكثير من المشاريع وتنجز في حينها العديد من الأعمال التي طال انتظارها. بينما أعتقد ومن وجهة نظري المتواضعة أن الموقع الحالي للمهرجان غير مناسب من الناحية الأمنية بداية من الطريق المؤدي للموقع والذي يخترق بعض الأحياء السكنية المفتوحة مروراً ببعض المرتفات الجبلية والمنحدرات أما المواقف المخصصة للسيارات فالمرتادون للمهرجان يعانون من الضيق في المواقف الشبه معدومة وكذلك بعدها عن ساحة المهرجان المرتفعة مما يسبب بعض المتاعب للزوار خاصة كبار السن والنساء والأطفال الذين يواصلون سيرهم صعوداً لساحة المهرجان وهنا نقطة مهمة لابد من التطرق لها وهي عدم وضوح موقع المهرجان خاصة للقادمين من خارج المحافظة. وإذا أردنا الحديث عن الخدمات المحيطة بالموقع نجدها وللأسف تفتقر لابسط المقومات السياحية من تموينات ومطاعم وغيرها من الخدمات التي يبحث عنها الزائر ويتمنى أن تكون متوفرة في الجهة التي يقصدها وأنه لمن المثير للجدل حقا أن يتفاجأ المتسوقون بالمبالغة في لأسعار الخيالية للبن وهذه النقطة لابد من التنبه لها ومعالجتها. أن القطاع الجبلي وهو يعيش كرنفاله الخاص بالبن الخولاني الأصيل الذي احتضنته محافظة الداير بني مالك للمرة الثانية على التوالي وهي تترجم ذلك النجاح إلى واقع جميل يفخر به المجتمع ويعتزبه الجميع وهم يصافحون حقيقة ذلك الحلم الذي وضع لمساته الجمالية سمو أمير المنطقة وهو يشرف أرض المهرجان مشاركاً ومباركاً لتلك الجهود الطموحة التي تكللت بالنجاح وهي ترسم طريقها إلى قمم الإبداع يدفعها الأمل والرجاء بتحقيق كل ما هو رائع وجميل. وبعد فقد حان الوقت أن يفسح المجال لبقية محافظات القطاع الجبلي لتأخذ دورها وتشرف بإقامة مهرجانات البن في الأعوام القادمة في أحضان حدودها وبين ربوع مدرجاتها الخضراء ومنها يكتشف السائح والزائر معالم جمالية جديدة تدعوه كل عام ومع ولادة كل مهرجان للبحث عن كنوز الطبيعة الجبلية والتعرف على اسرارها البديعه وموروثات ابنائها التاريخية والثقافية من عادات وتقاليد.