هو العالم الجليل والمحقق المدقق الشهير الأديب الشيخ عبدالرحمن بن سليمان بن محمد العثيمين من قبيلة بني تميم من فخذ الوهبة، ولد في عنيزة عام 1365ه ونشأ نشأة حسنة وتعلّم في مدارسها ولما نزح أبوه إلى الرياض صحبه واتخذها سكناً وانتظم بالمعهد العلمي وكان يتفوّق على زملائه كل عام ثم بعد تخرّجه انتظم بكلية اللغة في جامعة أم القرى في مكة لتكميل تعليمه فنال الماجستير فيها وحصل على الماجستير بتحقيق كتاب أبي البقاء العكبري المسمى التبيين في خلاف البصريين والكوفيين في علم النحو والصرف، وعلى درجة الدكتوراه في أم القرى أيضاً بتحقيقه كتاب المفصل بشرحه للخوارزمي فشهادة الماجستير عام 1397ه والدكتوراه عام 1402ه وعندها تعيَّن أستاذاً مساعداً بجامعة أم القرى وبقسم أحياء علم التراث إلى أن تقاعد وذلك في عام 1428ه وله اطلاع واسع في علم العربية والتاريخ والأدب ويتذوّق الشعر قديمه الجاهلي وحديثه فله بذلك صولات وجولات وحقق عشرين مؤلفاً بداية من طبقات الحنابلة وتتماتها ومن أبرز ما حققه بالاشتراك مع بكر أبو زيد السحب الوابلة لابن حميد. وبالجملة فهو موسوعة لا نظير له في عصره فيما أعلم فلا يذكر له مخطوطة أثرية ذات قيمة إلا سعى في استحصالها من داخل المملكة أو خارجها - رحمه الله-. ومرض وصارع المرض سنوات وسافر خارج المملكة ولم يتماثل للشفاء ووافاه أجله المحتوم في غرة ربيع الأول من عام 1436ه وخلف أبناءً على مستوى في العلم، فرحمه الله برحمته والواسعة.
