بصراحة لم تصل الرياضة السعودية بصفة عامة واتحاد كرة القدم بصفة خاصة إلى هذه الدرجة من الضياع والارتجالية منذ أن عرفنا الرياضة في الزمن الحديث، أعتقد أن الاتحاد السعودي ومنسوبيه لا يدركون إطلاقاً أنهم يقودون اتحاد كرة لإحدى أكبر الدول ومن أعظمها من جميع النواحي فالمملكة العربية السعودية عرفت ولا زالت تعطي أكثر مما تأخذ وتقدم أكثر مما تستقدم وتمنح أكثر مما تأخذ، ومع الأسف وصل الأمر من خلال هذا الاتحاد إلى التسول بحثاً عن مدرب والتوسل لبعضهم وبعض الاتحادات والأندية ليتم إعارة مدرب لمدة شهر وهذا أمر غير مسبوق إطلاقاً، لقد خذل الاتحاد السعودي الذي تم انتخابه جميع من انتخبوه قبل غيرهم، وكان الأمل به كبيرا إلا أن وعوده ذهبت أدراج الرياح، وأصبحت سرابا لا يمكن ملاحقته، لقد أساء هذا الاتحاد إلى سمعة البلد بكامله من خلال الارتجالية والعشوائية حتى وصل الأمر إلى ما وصل إليه، وهذا جميعه ناتج لغياب التخطيط ورسم منهجيه واضحة المعالم، ولم يستفيدوا من أخطاء الماضي أو من دروس وعبر من كان قبلهم، لقد ناديت منذ دورة الخليج 21 في البحرين ان تقتدي رياضتنا وبالذات كرة القدم بالاستفادة من الاتحاد الإماراتي وتخطيطه المبرمج ورسم خطة بعيدة المدى، والاعتماد على الكوادر الوطنية من مدربين ولاعبين صغار السن وهاهو يجني ثمار ما خطط له وأصبح من أبرز المنتخبات العربية، لم يكن عيبا في يوم من الأيام أن تستفيد وتتعلم ممن بحولك، بل العيب أن تستمر على الأخطاء وسوء النتائج والتراجع إلى الوراء، و هذا تماماً ما حدث لاتحادنا العزيز. إنني أتمنى ان يغادر هذا الاتحاد غير مأسوف عليه بعد أن أساء التصرف وجعلنا متأخرين أكثر مما كنا عليه، وهذا أمر غير مقبول وقد ظهرت نتائجه جلية من خلال هجر الجماهير للمدرجات سواء للمنتخب أو للأندية، والأمثال على ذلك كثيرة وقد يكون آخرها ديربي العاصمة الذي مات بغياب الجماهير. الديربي السعودي ( ماصخ ) لأول مرة أشاهد القمة السعودية والتي عادة ما تكون حديث المجتمع العربي بكامله عندما يلتقي فريق النصر بالهلال فلا يقتصر الحديث من خلال الإعلام بل يصل إلى جميع أطراف المجتمع، ويشهد اللقاء مميزات متعددة ومثيرة ودائماً ما يكون بطلها الجماهير، ويوم السبت الماضي غابت جميع مقومات ومؤشرات لقاء القمة وكان أشبه بتمرين او مناورة لفريقين أقل من عاديين، لقد كان جلياً وواضحاً غياب الجماهير وغياب الإثارة ناهيك عن المستوى الهزيل الذي خرج به الفريقان، نعم لقد فاز النصر وخسر الهلال وهذه النتيجة لها طعم خاص عند أنصار الفريق المنتصر، ولكن لم تكن كما كانت فغياب الروح داخل الملعب وسوء المستوى الذي قدمه اللاعبون وعدم وجود التحفيز الجماهيري، جميعها كانت خلف خروج ديربي على غير العادة وهذه ظاهرة يجب أن لا تمر مرور الكرام وعلى المسئولين دراسة هذه الظاهرة لأن عزوف الشباب عن الملاعب يؤدي إلى كوارث ومشاكل اجتماعية، من خلال الفراغ القاتل لشباب هذا البلد والذين يشكلون نسبة كبيرة من سكان المملكة وهذه تعتبر مسئولية المجتمع والدولة وأصحاب القرار، فجميعنا مسئولون عن جيل يجب أن يكون نقيا من خلال منافسات شريفة ومتعددة، تصقل المواهب وتجمع الشباب ولا تفرقهم او تبعدهم، فالرياضة اليوم خير وسيلة لجميع مقومات النجاح للشباب متى ما وجد الفكر والتخطيط السليم والعقول النيرة والتي تعتبر كثيرة لدينا ولكن تنتظر ان تمنح الفرص بدلاً من جيل الطابور القديم الذي يجب ان يرحل و يمنح الفرصة لغيرهم . نقاط للتأمل - تؤكد المعلومات أن المدرب كوزمن هو المدرب لمدة شهر لمنتخبنا الأول، وإذا ما صحت هذه المعلومة فإنها تعتبر كارثة، فقد اقتصرت الفزعة ومدرب الطوارئ للمدرب الوطني واليوم نرى ان العدوى انتقلت للمدربين الأجانب - ما يحدث للرياضة السعودية وخاصة كرة القدم هو ناتج عن الاعتماد على الأشخاص قدامى الرياضيين والفكر فلا يمكن للجيل السابق ان يواكب ما يحدث من تطور وتميز قد تجاوزهم القطار و بمراحل. - توجيه سمو الرئيس العام لرعاية الشباب بالتحقيق مع المشرف على المنتخبات السعودية المستقيل، دليل على انه تجاوز جميع الخطوط الحمراء، فالسؤال كيف منح هذا الشخص هذا المنصب وهذه المكانة، وهو لا يملك العقلية الناضجة التي تساعد على النجاح ؟ - تجاوز فريق النصر غريمه التقليدي الهلال في لقاء يعتبر من وجهة نظري الأسوأ بين لقاءات الفريقين المتعددة من جميع النواحي وخاصة الحضور الجماهيري غير المتوقع، ناهيك عن المستوى الفني المتدني جداً. - أعتقد ان من أوكل إليه استقدام الحكام الأجانب لا يملي شروطه ولا يهتم بنوعية الحكام، فتجد من يأتي إما لياقته ضعيفة أو إنه سيىء المستوى فمن النادر ان نشاهد حكما اجنبيا مميزا - لا يوجد أي مبرر لمساعد مدرب نادي الهلال في تصرفه الأرعن ومحاولته الاحتكاك بحكم اللقاء ولو لم يجد البيئة التي تساعده على هذا التصرف لما تمادى فلا أعتقد ان ولاءه وحبه للهلال أكثر من أبناء النادي أنفسهم - لأول مرة في تاريخ نادي الهلال الطويل أشاهد أعضاء شرفه وبعض منسوبيه ولاعبيه القدامى يطالبون برحيل الإدارة حتى ان الأسلوب قد تبدل وكان آخرها اتهامهم ان النادي مختطف وهذا جديد على عالم بني هلال - تغنى أنصار العالمي من خلال جميع المواقع والمنابر بالفوز على فريق نادي الهلال، وما أسعد بعضهم انه يشعر انه زاد من حدة الخلاف والاحتقان والانقسام بين الهلاليين أنفسهم لأول مرة خاتمه : لا تتمنى لغيرك إلا كل خير .. فإن نيتك الطيبة ستجلب لك التوفيق. ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.