أن تتحدى شابة واعية مدركة ليس فقط النظام، بل الشرائح الأكبر في المجتمع بغالبية فئاته، فتبدأ تحديها برحلة من خارج البلاد على طول الطريق إليها،..! وأن يتدرب مراهقون ثلاثة لم يتجاوزوا العقد الثاني من أعمارهم إلا بعام، وآخر على السلاح بقصد تنفيذ جريمة في مقيم مهما كانت هويته، وقبلهم آخرون كثر..، وأن تستبيح فتاتان حياء المجتمع، وترتديان البنطال الضيق تجوبان الشوارع، وقبلهما تستقل أخريات الدبابات خلف إخوتهن في الطرقات العامة، وأن،.. وأن..وأن.... فإن في كل ذلك ما يلفت إلى ثمة ما دخل، وبشدة إلى فكر هؤلاء من الجيل، وأنهم بالتأكيد في منأى عمن حولهم، وبقرب إلى غيرهم سواء أفرادا مباشرين، أو غيرهم عن وسائل لصيقة مباشرة، أو عن متابعة شغوفة لكل رأي استطاع التسلل لقناعاتهم فهزها من جذورها إن كانت لها جذور، أو استعمرها وهي فارغة من التأسيس..!! هذا السلوك الذي طرأ في المجتمع في الراهن ينم عن نزوعهم إلى التمرد، سواء بمعارضة أنظمة البلاد، وقيم العباد.، أو بالتجاوز لارتكاب جنايات مستهدفة، وقصدية.، أو بالخروج عن جادة عصبة الأخلاق التي لا يختلف في تفاصيلها وجزيئاتها عاقل تقي..! إن القاسم المشترك فيما جرى من الجنايات، والتجاوز لدى كل فرد جنح سواء استحقت جنحته التأديب، أو العقوبة يدل على أن ثمة تيارًا قويًا يعزّز التمرد في هذا الفرد، لكنه يستهدف جذر الشجرة..!! وإن هناك من يرى أن قيادة المرأة ليست غير حق لها، لكن، حتى الحقوق لا تنتزع بالتضاد مع النظام، فالقوانين بكلها في المجتمع البشري تبيح للرعاة اتخاذ القرار وفق ما تكون المصلحة العامة في منأى عن المفسدة بأنواعها، وأسبابها، والمصلحة لم تتضح حتى الآن في سياقة المرأة لأن ثمة ما يتطلب الترتيبات، وأولها مدى تحقق الحاجة مع الأمن، والحاجة مع الضبط، والضبط مع التوازن.، أي، ما الفعل..؟!، وما ستكون ردة الفعل على صعيد مدى استعداد المجتمع لهذا الأمر، وفق اعتبارات لا يتجاهلها في المجتمع..؟! ولأنه حتى الآن لم يتحقق من كل ذلك شيء، فالنظام فوق كل شيء، كما يحدث هذا في جميع المجتمعات البشرية. لكن التيار االمتجه بقوة نحو تعزيز التمرد، الذي يستهدف الشجرة جلي، وملموس..، ولا ينبغي التهون في صده.، والأدلة كثيرة، منها انتشار التمرد على القيم بين فئات من الجيل الذي أصبح رفيقه الحميم هو كل فكر ناء عنه تأتيه به كل الوسائل..، قبل أن يكون هذا الرفيق الحميم له من خاصته، وقرباه الذين يشاركونه السقف، والأرضية، والباب..، فظهرت في هؤلاء قناعات بديلة عمّا كان يظن الأب، والأم، والمعلم، والجار...!! والواقع أن ليس هناك من يقر ما طرأ في سلوك الفتيات العام، وبعض الخاص الذي تشرق عليه شمس كل يوم، وتكتظ به مواقع الصوت، والصورة، والشارع، والأسواق...وتتلقفه وسائل الإعلام في نشراتها الإخبارية، ولقطاتها اليومية..، كما ليس هناك من يؤيد ما يرتكبه المنحازون للجناية القصدية التي ترهب الناس، وتكشف عن مقاصد النافخين في نارها.. قبل يومين في المؤتمر الصحفي الذي كشفت فيه وزارة الداخلية عن المراهقين الثلاثة الذين تدربوا على استخدام آلة القتل الصغيرة الخطيرة في أسبوعين، ومن ثم ترصدوا الرجل الدنمركي، قال اللواء التركي: «إن أية جريمة هنا لا تسجل لمجهول»، ذلك لأن الأمن على أرض الواقع مدرب، متمكن، ذو خبرة، وله إجراءاته المنظمة، ورجاله المقتدرون، وعين الله معهم، ما يعزّز الاطمئنان.، ولكن أيكفي أن يتكل الوطن بأفراده على عيون الأمن، وتنام عيون الأفراد، أليس في التعليم تمكين قيمة المجتمع بأن الفرد جندي في أمن وطنه....؟! فما زادت وانتشرت هذه الأدلة على التمرد سواء بدافع التشجيع الخفي، والحماس للقناعات البديلة، إلا في غياب الأقرب ممن يشاركهم السقف، و الأرضية، والباب.، وبهتت كثير من القيم، ورخت كثير من الروابط..! ذلك لأن هذا السلوك يبدو ليس طارئًا، بل أعد له هؤلاء، سواء هم من الجيل، أو ممن يكبرهم.، تسلل إلى الفكر فيهم لتتكون به قناعة أدت إلى ظهور الجناة الإرهابيين، وإلى القناعة فأسفرت الطوارئ التي تشاهد أفعالاً على أرض الواقع من قبل الفتيات، والفتيان، تتطلب يقظة، وقربًا، ومسؤولية مباشرة من قبل الوالدين الغافلين، الساهرين والنائمين، الواثقين والساذجين، المدللين أبناءهم، والمفرطين في الثقة بهم.. فافتحوا عيونكم حجم الشمس..، علكم ترون بنورها، ولا تحرقون بسعيرها..!!