الكل يعرف أن الرياضة أخلاق وحسن سلوك وتنافس شريف والتحلي بالسلوك الحسن من لاعبين وجماهير رياضية وإداريين وحتى رؤساء أندية فهذه الكرة (المستديرة) التي عشقها الملايين من جميع أقطار الأرض فعشقهم هذا جاء من مشاهدة هذه الكرة وتنقلاتها بين اللاعبين وفنياتها وتكتيكاتها لذا نجد صيحات الجمهور الرياضي تعلو صيحاتهم وتشجيعاتهم لهذه الكرة من أجل التنافس الشريف، فحكام هذه الكرة يضبطون كل سلوك خارج عن الروح الرياضية وعن فنيات هذه اللعبة فهم يضبطون كل ما يخرج عن قانون هذه اللعبة من ركل ورفس وسوء سلوك سواء بالكلام أو التعمد بالمخاشنة ضد الخصم أوالضرب بجميع أشكاله، وهذا ما تحرص عليه جميع اللجان التحكيمية بموجب قانون دولي أقره الاتحاد الدولي لكرة القدم، ومن يخرج عن هذه الدائرة (الرياضية) يجد العقاب اللازم والرادع بداية من الإنذار الشفوي ثم الإنذار بالكرت الأصفر، وقد يمتد إلى الكرت الأحمر بالطرد أو حرمان اللاعب الذي حصل منه هذا السلوك المشين والسيئ من إيقافه عدة مباريات، وبالتالي لا يستطيع مشاركة فريقه عدة مباريات والذي قد يكون فريقه بحاجة ماسة إلى خدماته في اللعب، وكم سمعنا وقرأنا أن بعض اللاعبين تسبب بالخسارة لفريقه لعدم المشاركة نتيجة للعقوبة التي طبقت بحقه هذا بالنسبة للاعبين، أما الجمهور فحدث ولا حرج لأنه كما هو معلوم أن مشجعي أي فريق تتكون تركيبته من ثقافات متعددة والتشجيع النظيف والواعي والعشق يجب أن يكون في دائرة الانضباط الخلقي والأدبي، وألا يكون معيار انضباط المشجع الفوز أو الخسارة فإن فاز فريقه الذي يشجعه فبها وإن خسر يجب أن يكون سلوكه منضبطا ولا يخرج عن أدبيات التشجيع الرياضي النزيه بكلام بذيء أو صيحات مضادة للذوق العام والتجريح لشخص أو الاستعانة (بقنينات مياه الصحة) أو الألعاب النارية أو بالكاسات الفارغة التي نشاهدها تتساقط على جانب الفريق الخصم، وهذا الموقف حصل أكثر من مرة من بعض الجماهير (لذا فلجنة الانضباط بلجنة الاتحاد السعودي تحتاج إلى انضباط) في قوانينها وأنظمتها التي تصدرها على الأندية من حيث العقاب المادي الذي لم يجد في علاج مشكلة سوء تصرف بعض الجماهير فمثلاً هذه اللجنة عاقبت (نادي الهلال) بغرامة قدرها (100 ألف ريال) بعد مباراة الهلال مع الاتحاد (لرمي بعض الجماهير قوارير الماء) فهل هذه العقوبة حل لهذه المشكلة وأنها سوف تردع جماهير النادي.. النادي ليس له ذنب من تطبيهذه العقوبة لأن تركيبة هذه الجماهير ووعيها ليست على نمط واحد أوقد يكون بعض (المندسين) من الجمهور هم الذين قاموا بهذا الفعل ليشوهوا صورة هذا الجمهور، وبالتالي تشويه صورة النادي إذا كان ولا بد من عقوبة يجب أن تطبق على الجمهور بعدم السماح له بحضور بعض مباريات فريقه لكنني أقول وأكرر أنه لا بد من وضع حلول جذرية لسوء سلوك بعض الجماهير بعد الدراسة والتحري والتقصي ومن ثم وضع التشخيص اللازم ومن ثم العلاج.