إنه من النادر أن نرى في صحافتنا (تحقيقاً صحفياً) يتحدث عن الإنجازات. سوى التحقيقات التي تقوم بها (العلاقات العامة) بتلك القطاعات. أما كبار الكتاب لدينا فقد تخصصوا للأسف في (جلد الذات والتركيز على السلبيات)!! وكأنه محرم عليهم (التحدث بإيجابية) عن الإنجازات، ولولا إرادة الله سبحانه وتعالى أولاً ثم مرض ابنتي لم أكن لأعرف (ما تقدمه هذه المدينة الطبية الرائعة مدينة الملك فهد الطبية بالرياض من خدمات، وقد توقفت عند بعض المحطات التي رأيتها). المحطة الأولى تحدثت مع كثير من الأصدقاء (الأطباء) الذين يعملون في مجال الطب أستشيرهم في حالة ابنتي، الكل نصحوني بالذهاب إلى هذه المدينة الطبية، بل بعض المرضى الذين سبق أن عولجوا في هذه المدينة نصحوا بالذهاب إليها. ومن هنا بدأت أتساءل هل يعقل أن يكون هذا المرفق الحكومي الذي ظل أكثر من (ستة عشر عاماً مغلقاً) لولا الله ثم وزير الصحة السابق (الدكتور حمد المانع) الذي عرض على ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- المشكلة وبعد (نصف ساعة) حصل الوزير على موافقة ودعم خادم الحرمين الشريفين الفوري على تشغيل المدينة الطبية، نسأل الله أن تكون في ميزان حسناته. وبعد افتتاحه أصبح صرحاً طبياً رائعاً على أعلى المستويات، المستوى الثالث. المحطة الثانية كثير من المرافق الحكومية ومنها بعض المستشفيات يعاني المواطن من (مشكلة المواقف لسياراتهم)، وكأن المواطن الذي يزور هذه المرافق يجب عليه أن يحضر لها إما على (قدميه أو بسيارة أجرة) ولكن في مدينة الملك فهد الطبية يوجد مواقف (5 طوابق) مخصصة لوقوف السيارات. بل عرفت من إدارة العلاقات العامة أنه يوجد (خدمة خاصة) في إسعاف الأطفال حيث يقوم الموظف المختص باستلام سيارة المراجع والذهاب بها إلى مواقف السيارات لأن الأب سيكون (مشغولاً مع طفله) أكاد لا أصدق أن هذا يحدث في مستشفى سعودي!!.. أما إخوتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة فقد تم توفير مواقف خاصة بهم. المحطة الثالثة عندما دخلت الإسعاف وقابلت أحد الشباب الأطباء (ناصر القحطاني) أو الدكتور الحاسوبي فكل شيء يسجله في الحاسب الذي يتنقل به وبعد أن وضعت ابنتي تحت الملاحظة (12) ساعة تقريباً تم تحويلها إلى (دخول التنويم) لم أسمع كلمة لا يوجد سرير لم أبحث عن شخص يتوسط بالدخول. المحطة الرابعة الطبيب الذي نصحوني بإشرافه على علاج ابنتي كان اسمه الدكتور (محمد أحمد الجحلان) استشاري الروماتيزم. وبعد أن دخلت قسم التنويم، حصلت على تلفونه من الأخ الزميل عبدالمحسن الجحلان. هاتفته على جواله كان ذلك عصر يوم الجمعة فوجئت أنه يرد على المكالمات في وقت راحته. تحدثنا كثيراً ووعدني بالاطلاع على حالتها يوم الأحد صباحاً. بعد مروره واطلاعه على الملف، قال لي بالحرف الواحد هناك استشاري هو الدكتور (محمد الفاتح) سوداني الجنسية، هو من خيرة الاستشاريين ومعه فريق عمل مكون من الدكتورة نورة بديوي والدكتورة ريما الدوسري يتابع حالة ابنتك (والهم الأكبر) معرفة أسباب ارتفاع الحرارة الشديد التي تتجاوز 40 درجة وتشخيص الحالة وللأمانة فريق العمل الطبي يقدمون خدمات رائعة. رأيتهم أكثر من (ثلاثين يوماً) زيارات لغرف المرضى والتحدث معهم باستمرار واستماع للشكاوى وطلبات المرضى وتسجيلها دون كلل أو ملل. وعندما أشكرهم على جهودهم وتفانيهم بالعمل الرد يكون هذا واجبنا وطبيعة عملنا. المحطة الخامسة تعودنا في مجتمعنا أن نقدم شكوانا إلى أعلى سلطة إدارية ولكن ما سمعته داخل هذه المدينة الطبية هو أنه يوجد (إدارة تنفيذية تفاعلية لقياس رضى المرضى) تقوم بزيارة المرضى ومرافقيهم وتوجيه الأسئلة لهم مباشرة بعيداً عن الآخرين. لمعرفة مدى رضاهم عن الخدمة العلاجية المقدمة لهم. المحطة السادسة خطبة الجمعة مختلفة عن كل المساجد، صادف أن أديت صلاة الجمعة في مسجد المدينة ورغم أن عنوان الخطبة كان رائعاً وهو (الحث على التفاؤل عند الشدائد) إلا أن ما حدث بعد الصلاة كان أروع، نعم كان أروع وبحكم وجود جالية كبيرة لا تتحدث العربية من المصلين فقد كان هناك (إعادة للخطبة) باللغة الإنجليزية. وهذا حقيقة ذكرني بأيام الدراسة بالخارج!! المحطة السابعة تقوم المدينة الطبية (بإرسال الدواء للمرضى) الذين يسكنون خارج مدينة الرياض بالبريد السريع وعلى حسابها، وبذلك تريح المريض من التنقل فقط عليه أن يراسل المدينة ويوضح اسمه ورقم ملفه! أكاد لا أصدق أن هذا يحدث عندنا. لا أملك إلا أن أقدم الشكر الجزيل لسعادة المدير العام التنفيذي (الدكتور محمود عبدالجبار يماني) الذي لم أتشرف بمقابلته حتى الآن وجميع العاملين معه على ما يقدمونه للمواطن والوطن (وتحقيق رغبة ملك) حريص على راحة شعبه وصحتهم.