على مستويات أربعة يقوم خادم الحرمين الشريفين بجهود إنسانية نبيلة من أجل عالم أكثر إنسانية على جميع المستويات الخليجية والعربية والإسلامية والعالمية. فعلى المستوى الخليجي تكللت مساعي حكيم العرب بالنجاح والتوفيق وبالنتائج الايجابية في اجتماع الرياض لترسيخ روح التعاون الصادق لعودة المسيرة الخليجية إلى طريقها الصحيح من أجل تعزيز التعاون والتكامل الخليجي المشترك الذي يلبي تطلعات وآمال شعوب المنطقة. أما على المستوى العربي.. فقد دعى خادم الحرمين الشريفين بحكمة وبعد نظر إلى وحدة الصف العربي ولم شمله.. كما دعى إلى أهمية دور الشقيقة مصر في دعم جهود التضامن العربي لتحقيق التقارب بين الدول العربية وتعزيز الأمن القومي العربي المشترك .. وقد كان لهذه الدعوة الإنسانية النبيلة تجاوباً سريعاً من قبل الحكومة المصرية التي بادرت بالترحيب والاستعداد لتفعيل تلك الدعوة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين. وعلى المستوى الإسلامي.. كانت مبادرة خادم الحرمين الشريفين التي عقدت في مكةالمكرمة من أجل التضامن الإسلامي لتجسد اهتمامه حفظه الله بأوضاع العرب والمسلمين وحل المشكلات التي تعانيها الأمة الإسلامية والتحديات الداخلية والخارجية. كما تأتي هذه الدعوة الإنسانية في ظل الظروف الخطيرة والجسيمة التي تعيشها الأمة الإسلامية واستشعاراً منه للمخاطر التي تحدق بها، حيث أن المملكة العربية السعودية دولة محورية وأساسية في العالم الإسلامي.. نظراً لما تتمتع به من موقع ومكانة دينية.. وهي سباقة دوماً في الدعوة إلى ما من شأنه لم الصف العربي والإسلامي على المحبة والخير والعمل على حفظ مصالح الأمة العربية والإسلامية. وتتطلع الشعوب العربية بأمل أن تجد مبادرات خادم الحرمين الشريفين الإنسانية القبول من الجميع.. لتحقيق تضامن الدول العربية والإسلامية في مواجهة التحديات التي تواجههما أولاً.. وذلك بالاتفاق على ميثاق إسلامي تلتزم به جميع الدول الإسلامية.. وذلك بإنشاء محكمة عدل إسلامية للفصل في النزاعات العربية والإسلامية .. وبناء منظومة عمل عربية إسلامية متكاملة.. على شاكلة الاتحاد الأوربي.. (حيث العوامل التي تجمع العرب والمسلمين أكثر انسجاماًً واتساقاً من العوامل التي جمعت الدول الأوربية).. مع العمل بجد واخلاص لتحقيق تطلعات الشعوب في التطور والعيش الكريم والحق في التنمية الإنسانية الشاملة. أما على المستوى الدولي فإن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار العالمي بين الثقافات والأديان من أجل عالم يسوده التضامن الإنساني لتؤكد على أهمية التعايش السلمي وبناء الجسور والتعاون والتفاهم بأسلوب حضاري مبني على الاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب حول العالم. كما تأتي مبادرة خادم الحرمين الشريفين رداً واضحاً على الأصوات القائلة أن المسلمين لم يقدموا للإنسانية أي منجز حضاري في أي حقل من حقول الإنسانية والإبداع وإننا نعيش وننعم بما تنتجه عقول الغرب الأدنى والشرق الأقصى من فكر وعلوم وصناعة وإبداع . والمؤمل من مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين الثقافات في فيينا العمل على تحقيق الأهداف الإنسانية النبيلة لمبادرة خادم الحرين الشريفين في هذا المجال.. وتفعيل إعلان مدريد/ نيويورك/ جنيف والتوصيات الصادرة عن تلك المؤتمرات، وبذلك نكون قد خطونا الخطوة التالية نحو أنسنة جانب مهم من الحضارة الإنسانية والقيم الإنسانية النبيلة في الحوار والتسامح والمحبة والتعايش السلمي .. وتعزيز مبادئ حقوق الإنسان في الكرامة والحرية والعدل والمساواة والسلام.