نظراً لسرية محادثات إيران مع الغرب وما يسمى مجموعة 5+1 فإن التمديد، الذي أعلن عنه بينها والمجموعة لمدة سبعة أشهر أخرى وحتى آخر يونيو المقبل، لاشك أنه في صالح إيران، خاصة مع تخفيف بعض العقوبات ومنها الإفراج عن سبعمائة مليون دولار شهرياً من أموالها المجمدة التي تصل إلى مائة مليار دولار تقريباً وإيران ليس لديها مخرج إلا التعنت واللعب على عامل الوقت مع الغرب لاسيما أن الغرب ليس مستعداً للحزم معها أو حتى التهديد بالعمل العسكري لقفل هذا الملف وإلاّ فإيران مفاوض ذكي لن تتعنت بدون ما تعرف مردود هذا التعنت ولو أن الغرب جاد معها لسلكت طريق إنهاء المحادثات لكن خلف الأكمة ما خلفها، فنحن نحبس أنفاسنا في كل جولة من المحادثات تطلعاً للنتائج، وهم يخرجون علينا بالابتسامات والتمديد والتمديد هذا الذي كان هذه المرة بالشهور قد يعقبه تمديد لسنوات وتضحي إيران بأموالها المجمدة لأنها لا يهمها الداخل وتنمية البلاد والمواطن هو آخر اهتماماتها، وربما سياسة إيران هذه المعتمدة على التمديدات المتتالية كما حصل لجحا في قصة قديمة عندما طلب لتدريس حمار السلطان مهلة عشر سنوات ليعلمه القراءة والكتابة ووافق السلطان على طلب جحا لهذه المدة الطويلة، وعندما نصح جحا أحد أصدقائه عن استحالة تحقيق هذا الهدف، قال له جحا يا صديقي عشر سنوات كفيلة بإنهاء المشكلة إما يموت الحمار أو يموت السلطان أو أموت أنا. وهنا ربما يرى المفاوض الإيراني هذه النتيجة وما يؤول إليه التمديد فسيحدث خلال مدد التمديد ذهاب رؤساء وظهور أحداث وتغير استراتيجيات وتبدل مصالح والعالم اليوم مليء بالأحداث والمتغيرات المفاجئة. لكن السؤال الذي يفرض نفسه على الساحة لماذا لا يكون الغرب واضحاً بعلاقته مع إيران وأسلوب التفاوض في هذا الملف بالذات وكيف سمح لإيران حتى وصلت مرحلة التخصيب هل هناك مستقبلاً رسم لخارطة الشرق الأوسط جديدة ستكون فيها إيران اللاعب الرئيسي أو على الأقل تعطي دوراً فيها، ومن جهة أخرى عندما نسمع تهديدات من بعض أعضاء الكونجرس والجمهوريين الجدد، فهل هي عملية تجميلية للسياسة الأمريكية نحو إيران في هذه المحادثات أو تهيئة للمستقبل عندما تنتهي المهلة المقررة للتمديد. المراقبون للوضع يحبسون أنفاسهم والساسة لا شك يعرفون ما خلف الكواليس وهناك من يرى أن أمريكا لم تعد الشيطان الأكبر لدى الإيرانيين وأن إيران مصممة على السلاح النووي ولا يهمها هدر امليارات من أموال الإيرانيين الواجب صرفها على التنمية والشعب الإيراني في سبيل تحقيق هذا الحلم النووي ألا يعلم الغرب أن هناك من يفكر لامتلاك هذا السلاح لردع إيران عن تهديدها المستمر لجيرانها لاسيما بعد امتلاكها له مثل دول الخليج وبعض الدول العربية مثل مصر ولو نجحت إيران وأفلتت من الغرب فسيحدث سباق للتسلح يهدد العالم بأسره.