في ديننا الإسلامي الحنيف تعاليم ومفاهيم وضوابط واضحة، لا تقبل بأي حال من الأحوال قتل الأبرياء مهما كانت الظروف والأعذار. قال الله - عز وجل - في القرآن الكريم: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّه مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أو فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} (سورة المائدة الآية 32). أيضاً، يربط الدين الإسلامي الحنيف بين الإيمان والعمل الصالح، أي بين النظرية والتطبيق، بين الشعار والممارسة.. فهل يفعل بعض من يطلقون على أنفسهم المسلمين ذلك حقاً حينما يقومون بالقتل والتفجير وإيذاء الآخرين، وينسون بل يتناسون ما نادى به ديننا الحنيف بالتعددية والتسامح واحترام حقوق الآخرين من ديانات ومذاهب وأفكار أخرى. فأي مراهنة تجري الآن على العنف والتفجير والقتل يومياً في الكثير من الدول والمناطق والمدن والقرى العربية والإسلامية؟ هل يأمل هؤلاء الإرهابيون أن يؤدي عنفهم المسلح إلى تغيير معادلات السياسات المحلية والإقليمية والدولية تجاه أهدافهم العدوانية والإرهابية؟ دعونا فقط نلقي نظرة سريعة على ما يجري في بعض الدول الإسلامية والعربية (أفغانستان - باكستان - الشيشان - مصر - سوريا - اليمن - العراق - تونس - ليبيا... إلخ) من انتشار الأفكار والممارسات الطائفية والمذهبية في معظم هذه الدول، وزيادة متصاعدة في حجم العنف المسلح الذي تقوم به بعض الجماعات الإرهابية التي تحمل - مع مزيد من الأسف - أسماء إسلامية!.. فأي شريعة دينية تحلل قتل الأبرياء وهدم ترابط الأمة والمجتمع؟