الجمعية الوطنية للمتقاعدين.. جمعية وطنية حديثة التشكيل.. اجتمع عدد من المتقاعدين.. وعقدوا العزم على تكوين الجمعية بأمل أن تكون الواجهة الحضارية للمتقاعدين.. تأمل أن تكون الناطق باسمهم والمطالب بحقوقهم والمدافع عن مصالحهم.. ومضت عدة سنوات على تشكيل الجمعية.. وقامت بفتح بعض الفروع لها في عدد من المدن الرئيسية من مملكتنا الحبيبة من أجل خدمة المتقاعدين والمتقاعدات. لكن الجمعية تندب حظها العاثر فهي عاجزة عن تقديم الخدمات المناسبة والتي يتطلع إليها المتقاعدون والمتقاعدات. وفي هذه المناسبة أقول: إن التقاعد ليس بعبعاً يخيف المتقاعد.. إنه حياة جديدة.. حياة سعيدة ملؤها الإخلاص والعمل. فالمتقاعد يتفرغ بعد إحالته على التقاعد لخدمة أسرته وأهله ومواطنيه.. وتقديم الخدمات الإنسانية للمتقاعدين على اختلاف أنواعها وكذا بقية المواطنين.. ولا يجب أن ننظر إلى التقاعد بأنه الكسل والخمول.. لا بل على العكس من ذلك فالفترة اللاحقة للعمل وهي فترة التقاعد.. فترة ذات عطاء جيد فكم من شخص أحيل على التقاعد.. فأبدع وأجاد في أعمال تجارة أو صناعة أو عمل مشروع خيري أفاد به نفسه ومواطنيه وبعض المتقاعدين تفرغوا بعد الإحالة إلى القراءة والكتابة والمساهمة في معالجة مشاكل المجتمع ومنهم من وفقه الله إلى تأليف كتب ذات فائدة والواقع أكبر شاهد على ذلك. لكن مع الأسف الشديد.. فالمجتمع في بعض فئاته ينظر إلى المتقاعدين على أنهم أناس انتهت صلاحيتهم.. ولا يرجى منهم نفع وربما نظر إليهم البعض نظرة ازدراء وتحقير. ويتجاهلون عطاءهم وعملهم الدؤوب في خدمة بلادهم وأهلهم وتقديم زهرة شبابهم من أجل خدمة الوطن والمحافظة عليه وعلى أمنه وسلامته. إن المتقاعدين لم يحصلوا على التقدير الذي يستحقونه.. لا من الدولة ذاتها ولا من المواطنين.. فالمتقاعدون ينظر لهم نظرة ازدراء وفي الدول الأخرى يعطى المتقاعد بطاقة أو نموذجاً معيناً يعطيه حق الأفضلية في الخدمات والاحترام والتقدير. ونحن هنا نترك المتقاعد يعيش في هم وبؤس.. وحتى الأجهزة الحكومية التي كان يعمل بها تنساه ولا يستطيع الدخول لذلك الجهاز إلا بواسطة أحد زملائه القدامى المتواجدين على رأس العمل.. ويقال عنه في المخاطبات المدعو فلان.. حتى اسمه ينسى بدلاً من اللقب الرفيع الذي كان يحمله عندما كان على رأس العمل، فكان يلقب بصاحب السعادة أو الفضيلة وهكذا. إن المتقاعدين في حاجة إلى لفتة نظر.. ونظرة عدالة تعيد لهم مكانتهم.. وترفع من شأنهم اجتماعياً ومادياً. نسأل الله أن يوفق المسؤولين لمزيد من الأعمال التي ترفع عن المتقاعدين ما يعانونه من قلة في دخلهم المادي.. وعدم وجود سكن وتأمين صحي لهم وغير ذلك من الخدمات التي يفتقرون إليها. وفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه.. والله أسأل أن يديم على بلادنا الغالية العزيزة الأمن والأمان في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. وحكومته الرشيدة. وصدق الله العظيم القائل {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.