عطني بليل اليأس شمعة، تضوي حاضري ومستقبلي، وأكون أكثر محبة وتضحية لكيانك ومكوناتك، أنقذني من هذا «اليم» لكي لا أغرق بديوني ومشاكلي. حتى أبقى صحيحا معافى، وأستروح طعم الحياة مابين سكن ووظيفة، حينما يعز السكن وتفتقد الوظيفة. أعطني خدمة تقضي حاجاتي واحتياجاتي أفضل مما هو متواجد وفق ما أتطلع إليه برفعة حال. وحسن أحوال لكي أستظل بظلك الظليل العزيز على قلبي.. علي موجبات مثلما عليك واجبات يا وطن من المستوجب تكملة النهوض بها. وإن تواجد البعض منها، فإنها شحيحة يشوبها قصور الفساد الإداري ويعيق تنفيذها. ويعمق الهوة بيننا. أعطني سكن آوي إليه يكفيني قلة الحيلة لدفع أجار غالي الثمن. حيث لا أزال فريسة لجشع تجار العقار الذين أقاموا ثرواتهم من أكتاف الكثيرين من أمثالي، أعطني وظيفة أقتات منها قوتي وقوت أولادي اليومي. ولا تتركني عرضة لعوز وحاجة واستجداء مالك العقار الذي يذلني ليلا ويطردني من عقاره أول النهار إذا ما دفعت أجار الشقة المستأجرة. أعطني صوتك - يا وطن- وسأصب في سمع الرياح صوتي، وأجعله أنشودة تتغنى بها الغيد الحسان في أفراحها. والرعاة في مراعيها. سيطرب لسماع لحني يا وطن أصدقاؤك ويموت بغيظهم أعدائك. ولا يخالج قلبي أي شك بأنك يا وطن شامخا شموخ الجبال الرواسي. ولكنها مشاعر تختلج بداخلي. أننا نزهو بك مثلما تزهو بنا. ولتزهو الحياة بالجميع. نحن يا وطن في مركبة واحدة نلتمس اللحمة الوطنية التي قوامها المحبة والتآخي. نحن منك يا وطن وأنت منا.. رضعنا حبك ورفعنا اسمك وصوتك فوق السحاب. ورسمناك صورة ناصعة الجمال بأعيننا، رضعنا حبك من أثداء أمهاتنا. وسنحافظ على هذا الحب والوفاء مادمنا نتوارثه جيلا بعد جيل.. ولكن أعطني المحبة أعطني الحنان!! يا وطن أعرف أن حكومتنا الرشيدة تبذل الغالي والنفيس في سبل راحة مواطنها وتنفق المليارات في ميزانياتها فيما تقيمه من مشاريع تنموية تصب في صالح الاقتصاد الوطني المزهر الذي يعود ريعه للوطن والمواطن.. ولكن. ولكن. وليت اللكن هذه أن نمحوها من قاموس البيروقراطية الناخرة في مفاصل حياتنا العملية والمعيشية المعيقة لرقي الوطن وإسعاد المواطن. إنه «الفساد» الإداري في كل مناحي الحياة. إنه البعبع الذي يتغلغل في كل شيء ويتغول المواطن. ومهما كانت مهمات هيئة الفساد «نزاهة» في محاربته. ستبقى عاجزة عن كبح جماح كبار هوامير السرقة والاستغلال الوظيفي. وعلى سبيل المثال. أراض بملايين الأمتار أعيد البعض منها وسلمت لوزارة الإسكان التي لم تفعل شيئا حيالها لإقامة مساكن عليها للمواطنين. والبعض الآخر من الأراضي الشاسعة بملايين الأمتار. لازالت على حالها. والذي من المفترض نزع ملكيتها. وإدخالها لوزارة الإسكان حتى يقطع دابر السرقة بزمن الغفلة، وتكف وزارة الإسكان عن القول ليس لديها أراض لإقامة مشاريع سكنية.. لدينا الكثير من الأراضي الشاسعة جدا بداخل المدن التي من الممكن إقامة عليها مجمعات سكنية كسائر دول العالم الأخرى. هذه مجرد هموم يا وطننا العزيز بحكومتك وشعبك وأرضك الطاهرة. فما أشرت إليه بعاليه وبتاليه هو ما سيكون موضع اهتمام لدن حكومتنا الرشيدة. مثلما هم أكبر شريحة من المواطنين الذين يتهامسون بها ويهمزون ويلمزون بها وزارتي الإسكان من حيث السكن والخدمة المدنية من حيث الوظيفة. علما أنهم مغرمين بحب وطنهم ومتمسكين باللحمة الوطنية في المناسبات والمهمات الجسام بكل شجونه وهمومه. وحال لسان الكل يقول. لقد أعطيتك يا وطن ما استبقيت شيئا.. فأعطني المحبة. ولا أود أن أكون عبر هذه السطور، كما قال ممثل سعودي في موقف تمثيلي عندما غنى -عطني المحبة- وحين لم يسمعه أحد كمطرب ناشئ وبح صوته فقال مقولة ساخرة - عطني المخدة!!