من الصعب جداً على الإنسان أن يجد في قلبه وعقله النور دون أن يتنفَّس قنَاعات راسخة والتي بها يسمو ويفلح.. لا يتوه ويهلك.. فإليك أهم القناعات التي تزيد حياتك شرفاً، قرر أن تبدأ بها ولا تبدلها بأي شيء أقل بل اهجره غير آسف: 1 - إن معيَ ربي: في كل لحظات يومك تذكر أن خالقك لم يخلقك سدى ولن يدعك متخبطاً.. هو الرحمن الرحيم.. الجأ إليه في كل حين، (احفظ الله يحفظك) تمتم بدعاء والهج بحمد وشكر مع كل خطو، ثق به وتوكل عليه قولاً وفعلاً سراً وجهراً. 2 - كل ما يحدث خير: مهما كنت خائفاً أو مترقباً لأمر عزز ذاتك بما لا يقبل الشك بأن ما تؤول إليه الأمور دائماً هو الخير لنا ولو خالفت توقعاتنا أو رغباتنا.. حتى ذكّر من حولك بذلك وقلها بنبرة واثقة أكيدة ممتنة.. بعدها انعم بالعز والطمأنينة. 3 - أولوياتي أولاً: حاول ما أمكنك أن تمنح أولوياتك (إيمانك، أسرتك، صحتك،...) اهتماماً أكبر ووقتاً أوفر وذلك بما ما هو صحيح، مثلاً أن يعتني الفرد بأداء الصلاة في وقتها بينما ذهنه مشغول غائب! ليس بالأمر الصحيح أيضاً أن يتواجد الفرد مع والديه وقتاً أطول بينما ينظر لهاتفه أو صامتاً يُعَد خطأ لا يليق، المعنى أن تؤدي أولوياتك حقها بأجود صورة لتنساب الراحة والبهجة في روحك وروح من لهم حق عليك. 4 - الظروف تدعوني لاستثمارها: إن للشدائد فوائد لا تخفى على اللبيب مثلك فهي تساعدك على النضج وتزيد من مرونتك وتوضح مصداقيتك.. وقد توقظك من سباتك أو تحميك عن غفلة.. وهؤلاء هم أبناء مجتمعك ودينك : المخترع مهند أبوديهة فقد قدمه وبصره، وكذلك أ. محمد الشريف أصيب بحادث، والرائعة أروى المسيطير في عمر 13 انتقلت للكرسي المتحرك، وغيرهم كثير ممن تغيرت ظروفهم بأنفس الأمور وهي الصحة.. لكنهم لم يستسلموا للحزن ويقضوا أيامهم صمتاً وسدى بل وقفوا أكثر صحة وألقاً وأبلغ إصراراً ونشروا النور في كل مكان.. وكم وُقِف لهم تقديراً وذكروا بدعوات.. ألا يلهمونك ويشعلون إرادتك لأن تكون أقوى من كل الظروف؟! 5 - التزم التحسين: أن أعلم أن من مسؤوليتي تحسين ذاتي في كل جوانبها يوماً بعد يوم أكون أفضل، وهذا ممكن ومتاح لكل إنسان، فمما أثبتته دراسات في علم النفس أن شخصية الإنسان مرنة ويمكن أن تتأثر وتتغير بالاستجابة وأقوى التغيير ما يرجع لقرار الفرد.. أي أقرر وأنفذ وأتابع صعودي ولعل أهم صعود صعود أخلاقي .. يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله: لو كانت الأخلاق لا تقبل التغيير لبطلت الوصايا والمواعظ والتأديبات، ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [حسِّنوا أخلاقكم]. وكيف ينكر هذا في حق الآدمي وتغيير خلق البهيمة ممكن، إذ ينقل الصقر من الاستيحاش إلى الأنس، والكلب من شره الأكل إلى التأدب والإمساك، والفرس من الجماح إلى سلاسة الانقياد. 6 - في الخير لا أقف: الخير لا حصر له ولا كفاية منه.. لذا امدد به ولا تبخل مع كل أحد وفي كل بيئة تتواجد فيها.. من الخير الكلمة الطيبة والصفح عن المسيء والذب عن عرض أخيك والعون دون مسألة أو مَنٍّ والتطوع بما وهبت من قدرات وإمكانات.. هذه زبيدة زوجة هارون الرشيد بعدما حجت رأت حاجة الحجاج للماء في طريقهم، فلما عادت أمرت بإنشاء مجرى ماء ليسقي الحجاج في طريقهم من بغداد لمكة رغم صعوبة الأمر ومعارضة المهندسين لها!. لم تقل لا يعنيني ولم تفكر بحل جزئي! لذا اجعله خيراً نافعاً دائماً ذكياً. 7 - العمر والوقت ليس بعائق: أدُعيت طفلاً أو عوملت شيخاً.. لا عائق لأن تكون أفضل مما مضى في كافة جوانب حياتك.. هذا ترجمان القرآن وفقيه العلم لم يتجاوز عمره 13 عاماً ومحمد الفاتح فتح القسطنطينية وعمره قرابة العشرين، وذلك النابغة أطلق شعره بعد عمر الأربعين وبقي حتى الآن! ولا تؤجل أبداً.. لك في الموتى بأثر أو بلا أثر موعظة! 8 - العلم والعمل معاً: تعلّم واعمل بما تعلمته أي لا تكن من السطحيين العاجزين ممن يتأففون ويتعذّرون حسباً لأهوائهم بقولهم حظ أو واسطة أو ذكاء ولا تصاحبهم كي لا تخرج بائساً خاوياً منهم، هذا الإمام البخاري رحمه الله علم وعمل يقول: كنت عند إسحاق بن راهوية فقال بعض أصحابنا: لو جمعتم كتاباً مختصراً لسنن النبي صلى الله عليه وسلم، فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع ذلك الكتاب.. هو العلم والعمل الدؤوب به سنّة النجاح والفلاح الدنيوي والأخروي.. الفرص كثيرة لمن يعلم ويعمل. وقود لحياتك راجع قناعاتك.. ما لا يفيد لا ترِثها أو تُورِّثها!