اختتم أمس الخميس بتبوك لقاء التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية الذي نظمه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في لقائه العاشر بمشاركة 70 شخصاً من العلماء وأساتذة الجامعات والمثقفين والإعلاميين من الجنسين والمقام تحت شعار: (التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية)، وأكد عددٌ من المشاركين والمشاركات وأعضاء مجلس أمناء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، في اللقاء على أهمية نشر ثقافة الحوار لمواجهة التطرف، وتفعيل دور الأسرة لمواجهة التطرف لدى الشباب. وأشاروا إلى دور المؤسسات التربوية والإعلامية في نقل الصورة الإيجابية للوطن، وإلى أهمية تسليط الضوء على الجوانب الخفية للتطرف، وإلى أهمية إعادة نشر مفهوم الوسطية وتشجيع الحوار داخل الأسرة الواحدة. ودعوا إلى تأسيس مرصد وطني يقوم على رصد القضايا الوطنية في جميع المناطق، وإيجاد آليات فاعلة لمتابعة وتوجيه ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وبينوا المخاطر التي يمثّلها وجود وانتشار الأفكار المتطرفة وتهديداتها للوحدة الوطنية، فاللقاء الذي بدأ أعماله بكلمة ترحيبية وشكر من سعادة الدكتور فهد بن سلطان السلطان، نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، للمشاركين والمشاركات، ولأهالي تبوك.. وتناول فيها أهمية موضوع اللقاء للمركز ولجميع مواطني المملكة، والآمال التي يعلقها المركز والقائمون عليه من نتائج اللقاء للمساهمة في الأفكار والرؤى التي تساعد في مواجهة التطرف. وتناول فضيلة الشيخ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، عضو مجلس أمناء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، في كلمته الافتتاحية في اللقاء، أهمية الحوار في المجتمع وتأصيله من الناحية الشرعية. وأعرب عن أمله في أن تساهم الرؤى والأفكار التي يطرحها المشاركون والمشاركات في تحقيق النتائج المثمرة، مبيناً في الوقت ذاته أن أصل الحوار النصيحة والبحث عن الحقيقة. من جهته أكد الدكتور حسن بن فهد الهويمل، عضو مجلس أمناء المركز، على أهمية اللقاء وأهمية النتائج التي سيتوصل إليها المشاركون والمشاركات في تعزيز التلاحم والتكاتف بين أبناء المجتمع الواحد، وتوحيد الأهداف والكلمة في مواجهة مخاطر التطرف. وقال إن المركز يأمل من عقد هذه اللقاءات أن تؤدي إلى مناقشة الآراء بجدية وإخلاص، واستطلاع الآراء وتعويد هذا الجيل على مبدأ الحوار، وهو ما يتطلع إليه المركز وما يتطلع إليه رائد الحوار ومؤسسه خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله. وفي ختام اللقاء تلا سعادة الدكتور فهد بن سلطان السطان، نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، نتائج اللقاء قائلاً: في ظل التوجيهات الدائمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لمواجهة مظاهر التطرف والغلو والإرهاب واستكمالاً لسلسة اللقاءات الحوارية الفكرية, وفي ضوء أهداف مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني نحو تكريس الوحدة الوطنية، فقد نظم المركز ثالث اللقاءات التحضيرية للقاء الوطني العاشر للحوار الفكري تحت عنوان: «التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية»، وذلك في يوم الخميس في مدينة تبوك بمنطقة تبوك بمشاركة نحو (64) مشاركاً ومشاركة من العلماء والدعاة، والمثقفين، وأساتذة الجامعات والإعلاميين والشباب والمهتمين بظاهرة الغلو والتطرف وآثارها الدينية والاجتماعية والوطنية، بهدف التعرف على رؤية المجتمع وتطلعاته حول واقع هذه المظاهر السلبية وسبل حماية المجتمع منها.. وستتواصل - بإذن الله - هذه اللقاءات في عموم مناطق المملكة. وقد طرح المشاركون والمشاركات العديد من الآراء والمداخلات والتوصيات خلال هذا اللقاء، ومن أبرزها ما يأتي: العمل على تأسيس مرصد وطني يقوم على رصد القضايا الوطنية في جميع المناطق وما يرتبط بها من مشكلات وتحديات, بحيث يتمكن أبناء الوطن من التواصل مع المرصد لتسجيل ما يعتقدونه ويعايشونه من تلك القضايا والمشكلات والهموم الوطنية, بما يمكّن مؤسسات المجتمع ذات العلاقة من التفاعل المستمر مع تلك القضايا والبحث في سبيل علاجها ومواجهتها والعمل على إيجاد آليات فاعلة لمتابعة وتوجيه ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قضايا اجتماعية ووطنية, بهدف التبصير والتوعية بما يمكّن الشباب على وجه الخصوص من الوعي بالقضايا الواقعية التي تبعدهم عن الوقوع في فخاخ التطرف والتشدد وإيجاد مراكز استشارية مهنية ومتخصصة لمساعدة الشباب على علاج مشاكلهم وتبصيرهم بالأسس السليمة التي تعمل على إدماجهم في الحياة الاجتماعية وتحويلهم إلى طاقات فاعلة والاهتمام بالنظرة التشاؤمية للحياة.