السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد طمأننا كثيراً خبر صحيفتكم الموقرة المنشور في عددها رقم 15374 يوم السبت 8 محرم عن (تضاعف إنتاج المملكة العلمي المنشور في الدوريات العلمية العالمية 8 أضعاف) حسب تصريح الدكتور عبدالحميد بن محمد السليمان المستشار بوزارة التعليم العالي والمشرف العام على المكتبة الرقمية السعودية، حين أشار إلى تضاعف إنتاج المملكة العلمي المنشور في الدوريات العلمية العالمية ثمانية أضعاف خلال القرن ال21، موضحاً أن المملكة جاءت في المرتبة الأولى عربياً بإنتاجها العلمي لعام 2013م، في حين تطور ترتيبها عالمياً إلى المركز ال 33 للعام الحالي 2014م. ولقد كانت الأرقام الواردة في التقرير مبشرة بنهضة علمية حقيقية تسهم فيها المملكة، وهو ما كنا نأمله بعدما قفز التعليم العالي في بلادنا قفزة غير مسبوقة في السنوات الأخيرة منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد. وإن كنت أود أن أقول إنه على الرغم من القفزات اللافتة التي تحققت للمملكة في مجال البحث العلمي، فإن هذا لا ينبغي أن يكون أبداً سبباً للدعة أو الخمول، فما زال الطريق طويلاً، في ظل البون الشاسع بين ما حققناه وما سبقنا إليه الغرب، فطموح قيادتنا كبير في أن تتبوأ بلادنا مكانة رفيعة على صعيد البحث العلمي، وليس أدل على ذلك من الإنفاق السخي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله والاهتمام البالغ من لدنه - حفظه الله- بمسيرة البحث العلمي، إذ يلعب العلم والبحث العلمي وتطبيقاته التكنولوجية دوراً مهماً في تطور ورفاهية المجتمع في أي دولة. ويمكن اعتبار إجراء البحوث العلمية مقياساً لتقدّم هذه الدول ونموها الاجتماعي والاقتصادي. فالدول التي تعرف كيف تطبق مخرجات البحث العلمي, نجدها دائماً تحتل مكان الصدارة في مجالات علمية عديدة. فمنذ عقود طويلة والحديث في العالم العربي لا يكاد ينقطع عن أهمية البحث العلمي وكونه المدخل الصحيح إلى التغييرالشامل، والإصلاح الحقيقي المنشود، والمتأمل لواقع البحث العلمي العربي والمؤسسات البحثية من المحيط إلى الخليج، يتبيّن له مدى الفجوة الواسعة بينه وبين المستوى البحثي والأكاديمي العالمي، فالدول العربية بينه وبين الغرب في مجال البحث العلمي والصناعي والتكنولوجي، فضلاُ عن العديد من المعوقات التي تحول دون رقي الأمة العربية إلى مستوى الحضارات والدول المتقدّمة، كما كانت في السابق. ومهما كانت أسباب التأخر العربي فإن البقاء خارج دائرة التطورالعلمي هو أمر غيرمقبول، في ظل التقدم التقني للغرب والبحث الدائم الدؤوب، والتطورالمستمر، وصرف المليارات على البحث العلمي، بينما الدول العربية تصرف المليارات على التسلية في القطاعات الاستهلاكية غير المنتجة.