تناولت في المقالين السابقين الجدل الدائر في منطقة القصيم حول اختيار موقع الإستاد الرياضي المزمع إقامته بالمنطقة، حيث تقرر إنشاؤه في الأسياف بالبكيرية، فالأصوات المعارضة لموقع الأسياف ترى أنه تم تجاوز العاصمة بريدة، وأقيم خارج مسار الطريق الدولي، وفي منطقة معزولة عن الخدمات والمرافق، أما المؤيِّدة فترى أن موقعه في وسط القصيم يخدم جميع المحافظات، وتوزيع المنشآت بين المحافظات أصبح مطلباً. هذا الجدل أثاره موقع الأسياف، لكنه بالمقابل كشف لنا قضايا تنموية متعددة طرأت في السنوات الأخيرة فأصبح للمنطقة تصور آخر وربما جديد يفرض معطيات ومحددات لتنمية منطقة القصيم: أولاً: طريق القصيمالمدينةالمنورة السريع تحول مساره (الشماسية- الرس) وشريطه الذهبي على الطريق الدولي إلى محور للتنمية. ثانياً: طريق مكةالمكرمةالقصيم (600) كم تقريباً، ربط القصيم مباشرة بالأراضي المقدسة مكةالمكرمة، وربط القصيم بمحافظات غرب الرياض. ثالثاً: طريق الجبيل- سدير - القصيم - المدينةالمنورة تحت الإنشاء، يعد الميناء البحري الأول للقصيم يربط المنطقة بالخليج العربي ويمثِّل تنمية اقتصادية واجتماعية وسياحية للقصيم. رابعاً: طريق الخفجي - الحفر- الأسياح - بريدة (طريق مقترح) الميناء الثاني للقصيم طوله حوالي 350 كم يربط رأس الخليج العربي بالقصيم لخدمة أغراض استثمارية واقتصادية وسياحية وحركة تنقل بين سكان شمال الخليج مع المناطق الداخلية من أجل أغراض تجارية و تنموية. خامساً: بدأت المنطقة تتلمس حاجات السكان وفقاً للتنامي السكاني والتجاري فحولت عقلة الصقور غرب القصيم إلى محافظة وفصلتها عن تبعية إمارة المنطقة، كما حولت ضرية إلى محافظة جنوب غرب وفصلت عن الرس بهدف التنمية. سادساً: من المتوقع أن يصل سكان بريده الكبرى إلى مليون نسمة بعد (10) سنوات، أيضاً عنيزة تصل إلى نصف مليون، والرس إلى ربع مليون نسمة وهذا يساعد في معرفة توزيع الكثافة السكانية وبالتالي توزيع التنمية بين التجمعات البشرية والتوطين وتوزيع خدمات البلدية والصحية والتعليم من خلال معيار الكثافة السكانية. من واقع البنية الجيولوجية والمظاهر الطبوغرافية فالقصيم يمكن تقسيمه إلى قطاعين شرقي وغربي، القطاع الشرقي محافظاته: بريدة - مقر الإمارة-، عنيزة، البكيرية، المذنب، الأسياح، عيون الجواء، الشماسية. أما القطاع الغربي فمحافظاته: الرس، البدائع، رياض الخبراء، النبهانية، ضرية، عقلة الصقور. ومن خلال هذه الرؤية الواسعة والواقع الجديد لا بد أن تنطلق إستراتيجية ومخططات المنطقة، واقع طرق المدينةومكةوالجبيلوالخفجي ومعيار الكثافة السكانية هو ما يشكل الضاغط والعنصر الفاعل في التخطيط، لهذا يحق لأبناء المنطقة التعبير عن آرائهم والمشاركة في رسم أطلس مشروعات منطقتهم.