ينعم المواطنون والمقيمون بنعم كثيرة في مملكتنا الحبيبية، وهذه النعم مدعومة من قبل الدولة لتخفيف الاعباء المالية للحد الذي يمكن أن نقول: إنها تصل للدعم الكامل. الكهرباء والماء والبنزين وغيرها تُكلف الدولة مليارات الريالات. وفي المقابل ماذا قدم المواطن؟ في العام المالي 1434/ 1435ه (2013 م) وصل دعم الدولة لقطاع الكهرباء 150 مليار ريال. هل تعلم ماهي تكلفة إنتاج (كيلو واط ساعة ) من الكهرباء، التكلفة هي حوالي 80 هللة. هل تعلم ما هو متوسط القيمة التي حصلتها الشركة السعودية للكهربائية من المستهلكين خلال عام 2013م؟ المتوسط هو حوالي 14.1 للكيلو واط ساعة. الفرق بين الرقمين واضح إنه الدعم الحكومي لقطاع الكهرباء. تحتل مملكتنا الحبيبة المركز الثاني بعد فنزويلا مباشرة كثاني أرخص دولة في العالم في سعر البنزين، هذا الرخص مردّه للدعم الحكومي الذي يصل إلى 25 مليار دولار، أي ما يعادل 93.75 مليار ريال. فماذا قدم المواطن للمحافظة على هذا الدعم. في محيطنا الخليجي هذه بعض الأمثلة لأسعار البنزين لكل لتر: الإمارات 1.8، عُمان 1.16، الكويت 085، قطر .083 أما في مملكتنا 046/060. في الدول المجاورة الاردن سعر اللتر من البنزين مرتبط بسعر برميل البترول لكنه في الغالب 5.3 ريال/لتر. مرة أخرى الاقتصاديون لهم وجهة نظر وهي إن هذا الرخص سبب يؤدي لزيادة الطلب على الطاقة الرخيصة ويزيد الزحام والتلوث بل ويهدد الحصة المعدة للتصدير إذا استمرت معدلات الزيادة في الاستهلاك على حالها. هذا الدعم في قطاع الكهرباء والبنزين والماء يؤدي إلى أن تستهلك المملكة قرابة 5 ملايين برميل يوميا في غضون 3 سنوات فقط، حيث سيقفز الاستهلاك المحلي اليومي للسعودية من 3.86 مليون برميل إلى 4.95 مليون برميل يوميا. هل تعلمون تكلفة إنتاج المتر المكعب من الماء في محطات التحلية إنه 7 ريالات لكل متر مكعب تكلفة مرتفعة ونحن ننعم بشرائح تعرفة متدنية وعلى سبيل المثال من 50 إلى 100 متر مكعب في الشهر التعرفة هي 015 هللة أي 12.5 ريال في الشهر. المقارنة بين التكلفة الفعلية وشرائح تعرفة الاستهلاك يوضح كم تتحمل الدولة من دعم لراحة المواطن. المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة لديها 14 مشروعا في الساحل الغربي ومشروعان في الساحل الشرقي، ومشاريع تحت التنفيذ، ومشاريع تحت الدراسة كل هذا من أجل توفير الماء. إن دور المواطن في الدرجة الاولى هي اتباع تطبيق الترشيد في استهلاك الماء في كافة تفاصيل حياته، الترشيد في مفهومه العام في المدرسة وفي الجامعة وفي المسجد وفي البيت وفي المصنع وهكذا. الترشيد في استهلاك الكهرباء والبنزين. ترى هل تكفي الحملات الارشادية التي تقوم بها وزارة المياه والكهرباء؟ أين دور وسائل الإعلام والمسجد ووزارة التربية والتعليم في التوعية في أهمية استهلاك الماء والكهرباء نريدها توعية مستدامة على طوال العام. هناك من يقول: لماذا لا تحد شركة الكهرباء من استهلاك الكهرباء بماذا؟ بزيادة التعرفة الكهربائية 50%. هذا سوف يساهم من الحد من الاستهلاك لشريحة معينة المستهلكين. ماذا لو ألغت الدولة الدعم على الكهرباء بصفة تدريجية ووصل سعر الكيلو واط ساعة 100 هللة بدلاً من 15 وأقل. ورفعت سعر لتر البنزين إلى السعر العالمي الذي قد يصل 5 ريالات/ للتر. توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- دائما راحة المواطن وذلك بدعم كافة قطاعات الدولة وتهيئة سبل العيش برغد وحياة طيبة. وعلى المواطن أنْ يقدرّويُثمّن هذا الدعم اللامحدود.