في الرابع من ذي الحجة من هذا العام 1435ه انتقل إلى رحمة الله الأديب الشاعر الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالله الهقاص (أبوزياد), وهذه أبيات متواضعة تعبر عن بعض المشاعر تجاه هذا الخطب الجلل.. غيومُ الحزنِ حلّت في سمائي فأغلقت المنافذ في فضائي وهلَّ الدمعُ من عيني غزيرًا فروّع من يروّعهم بكائي وفارقني سروري, والمنايا تفجّعنا بخير الأصدقاء تُشتّتُ شملنا من بعد جمعٍ وتغدرنا بغارات الفناء ألا لله ما ألقى وإني أكاد أغيب من فرط العناء وحالي بعد فقد أبي زيادٍ كحال العاكفين على الشقاء نعى الناعي فروّعني مساء وسوء الخطْبِ يطرق في المساء كأني حين قالوا لي تُوفِي جرعت الصاب من كأس البلاء شرقت بنعيه فهوى فؤادي هُويَّ الدلو منقطع الرشاء لحاك الله يا دنيا الدواهي فقد قوّضتِ بالبلوى بنائي وسهم الموت بالأحيا بصيرٌ فلا يختار غير الأنقياء مضى والناس تذكره بخير وطيب الذكر من حسن العزاء فيا جدثًا حويتَ أبازياد سقاك الله من غدق السماء حويتَ مهذّبًا سمحًا سرِيًّا وفيًّا زاهدًا حُلْوَ الإخاء خلوقًا حافظًا طلق المُحيّا أريبًا ناقدًا جمَّ الصفاء أديبًا شاعرًا شهمًا كريمًا وتُضرب فيه أمثال الوفاء بكى الأخيارَ شعرًا في مراثٍ فصار بذاك سلطان الرثاء وما في الشعر ما يجلو وفاءً نقيًّا صادقًا مثل (الرثاء) فيا رحماتِ ربي كوني بردا على الجسد المكفَّن بالنقاء ويا رب البرية منك نرجو عظيم العفو يا خير الرجاء وبالإحسان جازِ أبا زياد وحقّق ما رجونا في الدعاء وأسكنه الجنان بدار عدْنٍ مع الأخيار في دار البقاء وألهمنا جميعا منك صبرًا وحسن الصبر من خير الجزاء