نتفهم تخبط الإعلام الطائفي المرتبط بإيران حينما يتعلق الأمر بالحكم على أحد عملاء نظام ولاية الفقيه في إيران، فالبعد عن المهنية الإعلامية والأكاذيب التي تتداول على فضائيات العالم والمنار والفيحاء، وكل الفضائيات الطائفية المرتبطة بالنظام الإيراني معروفة للمتلقي العربي، وعادة لا تخطئ بالمتابعة ولا بالتعليق لأن المتلقي يعرف هدف تلك الفضائيات، ولكن أن يتواصل الانحراف في محطات فضائية أخرى فهذا يدعو إلى تحذير تلك الفضائيات من فقدان ما تبقى لها من احترام ومتابعة، فالمتلقي والمشاهد العربي أصبح يعرف ما يدور في الوطن العربي ويعرف أهداف الرسائل الإعلامية التي توجهها المحطات الفضائية ووسائل الإعلام المرتبطة بالنظام الإيراني سواء في لبنان أو سورية أو في العراق، وحتى البعض الذي يصدر في الدول الغربية. وقد ظهر ذلك بصورة واضحة في تناول قضية الحكم على المحرض والمشارك في العمليات الإرهابية نمر النمر الذي حكم من قبل المحكمة الجزائية بالتعزير جزاءً على ما ارتكبه من جرائم أدت إلى مقتل العديد من المواطنين ورجال الأمن في مدينة العوامية في القطيف. الحكم على النمر تداولته المحطات الفضائية ووسائل الإعلام المرتبطة بها بما فيها وسائل الإعلام الغربية، فيما تجاهلت الحديث عن حكم آخر لإرهابي آخر هو فارس الزهراني مفتي تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، رغم أن الحكم صدر من نفس المحكمة، إلا أن ذلك يظهر ما يسعى إليه بعض الغربيين بالتواطؤ مع النظام الإيراني وهو ترسيخ نظرية حصر الإرهاب بأهل السنة، أما الإرهابيون من المكون الآخر من أمثال نمر النمر وغيره فهم معارضون سياسيون يجب التفاهم معهم، حتى وإن أدت أعمالهم التحريضية إلى مقتل المواطنين ورجال الأمن. ومن ينتقدون الحكم على النمر يعرفون أنه قاد مظاهرات التصدي لرجال الأمن ومشارك في مواجهات مسلحة ضد رجال الأمن وأطلق بنفسه الرصاص على أكثر من دورية لرجال الأمن وأن القبض عليه تم بعد إصابته في إحدى تلك المواجهات، بمعنى أنه لم يكتف بالتحريض بل شارك بالأعمال الإرهابية وقاد العديد من العمليات الإجرامية التي أدت إلى مقتل العديد من الأبرياء، ومثل هؤلاء هم رأس الفتنة ومحرضو القتلة، ولا يمكن التوفيق بينهم بسبب انتمائهم المذهبي، فالنمر قائد إرهابي يجب حماية المواطنين من إجرامه مثل إرهابيي القاعدة وداعش، ولا فرق بين إرهاب المتطرفين والإرهابيين الشيعة، وبين إرهاب المتطرفين وإرهابيي أهل السنة، ومثلما نرحب بمواجهة الإرهابيين من داعش والقاعدة يجب أن نرحب بالحكم على الإرهابيين من المتطرفين الشيعة، سواء من شاكلة النمر أو غيره من عصابات الإرهاب في لبنان واليمن والبحرين والعراق.