طالبت خبيرة دولية في مجال الإعاقة، بإشراك الصم في جميع نواحي الحياة من أجل التنفيذ الناجح لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، واتفاقيات حقوق الإنسان. وأوضحت الدكتورة ليزا كاوبنن الرئيسة الفخرية لاتحاد الصم العالمي في ورقة بحثية ستعرضها على المؤتمر الدولي الرابع للإعاقة والتأهيل، الذي سيعقد برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله - في مدينة الرياض في الفترة من الأحد 25 من ذي الحجة 1435ه إلى الثلاثاء 27 من ذي الحجة 1435ه الموافق 19 إلى 21 أكتوبر 2014م، أن تنفيذ اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة يختلف من دولة عربية إلى أخرى، على الرغم من أن معظم الدول العربية صادقت على تلك الاتفاقية على غرار البلدان الأخرى الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة. وشددت في ورقتها التي حملت عنوان «نحو نوعية حياة عبر تنفيذ شامل لحقوق الإنسان»، على ضرورة وجود إستراتيجيات جيدة حسنة الصياغة للصم بحيث تستفيد حقوق الصم هي الأخرى من هذه الاتفاقية، «ومن المهم إشراك الصم بطريقة فعالة في العمليات الخاصة بإعداد هذه الإستراتيجية». وقالت كاوبنن في ورقتها إن أساس الحياة الكريمة للصم لا يختلف عن احتياجات غيرهم من الناس، غير أن بعض وسائل التنفيذ تختلف من الناحية العملية، وهذا ما تدعمه اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة مع غيرها من اتفاقيات حقوق الإنسان. وأضافت أن السنوات الأولى من حياة الإنسان مهمة للغاية حيث يحتاج الطفل إلى أسرة آمنة وحنونة وإلى تفاعل سلس، مشيرة إلى أن استخدام لغة الإشارة في البيئات المعيشية ودعم الموارد الخاصة بالطفل يمثلان عاملين أساسيين في نجاح تطور الطفل الأصم. وتطرقت الرئيسة الفخرية لاتحاد الصم العالمي في ورقتها إلى إعادة تأهيل الصم، وقالت إنه من الضروري عند إعادة تأهيل الصم وضع تطور لغة الأطفال (مثل الحقوق اللغوية واستخدام لغة الإشارة) في الاعتبار من أجل الوصول إلى مهارات قراءة وكتابة جيدة مع الاستخدام المنتظم للغة الإشارة. واعتبرت أن التعليم ثنائي اللغة عالي الجودة، والحصول على الخدمات بلغة الإشارة من المجتمع والمشاركة فيه، وخدمات الترجمة الفورية بلغة الإشارة، واستخدام التكنولوجيا المرئية، تمثل جميعها شروطاً للتمتع بحياة جيدة وكريمة. وأضافت أنه من الضروري وجود أساس جيد للتطور الناجح والشامل، وكذا وجود تخطيط وإستراتيجيات واضحة لإشراك الصم في جميع نواحي الحياة من أجل التنفيذ الناجح لاتفاقيات حقوق الإنسان. يذكر أن المؤتمر الدولي الرابع للإعاقة والتأهيل ينظمه مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، بالتعاون مع عدد من الجهات، ويشارك فيه نخبة من العلماء، والباحثين، والأكاديميين، والخبراء في مجال البحث العلمي الذي يُعنى بالإعاقة، ويبلغ عدد المشاركين في المؤتمر (1323) مشاركاً من 25 دولة، منهم (1222) من المملكة العربية السعودية.