منذ توحيد هذا الكيان على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز وكان همه الأساس توطيد الأمن واستمر على هذا النهج بعده أبناؤه الملك سعود وفيصل وخالد وفهد، وحرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - متعه الله بالصحة والعافية ومد في عمره إنه سميع مجيب - على ذلك بل إنه يطلع يومياً على ما يحدث في جميع مناطق المملكة من وقوعات، ولذلك فإن أمراء المناطق يبذلون جهودهم للحفاظ على الأمن بتوجيه منه حفظه الله، ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف - وزير الداخلية -، ولذلك أصبحت المملكة ومازالت من أكثر المناطق أمناً في العالم، وفيها يأمن المرء على نفسه وماله وعرضه في جميع المناطق شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، حيث إن المملكة تعتبر شبه قارة في اتساعها، وأصبح الأمن الجنائي والاجتماعي يبسط مظلته على هذه المناطق، وهذا بفضل الله ثم بفضل تطبيق كتاب الله وسنة نبيه ورسوله- صلى الله عليه وسلم-، من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ولكن طالعتنا الصحف مؤخراً بالعديد من الحوادث التي استخدم فيها إطلاق النار والسلاح الأبيض بين عدد من المواطنين في مختلف مناطق المملكة في شمالها وجنوبها وشرقها وبعضها شمل بعض رجال الأمن في أيام وأوقات مختلفة آخرها وفاة ثلاثة أشخاص بإطلاق نار في خريض الأحساء، قبل فترة وجيزة. وكل هذه الحوادث في فترة متقاربة تجعلنا نتساءل ما الذي حدث في بعض الأذهان ولماذا هذه الحوادث المؤسفة وما الذي يسببها هل هي الأفلام التي تذخر بها القنوات الفضائية وبعض وسائل الإعلام الأخرى، أم هو الفراغ أم أسباب أخرى خافية ويجب أن نبحث عنها، وأسبابها ودوافعها وهل العيب في التنشئة الاجتماعية الأسرية أم في مناهج التعليم أم في سلوك الطلاب في المدرسة والمضاد للمجتمع وعدم علاجه، أم قصور في التوعية من قبل وسائل الإعلام أو قصور من قبل الدعاة وخطباء المساجد فإذا عرفت هذه الأسباب يمكن الوقوف على أسباب هذه الجرائم ومحاولة علاجها قدر الإمكان. إن شبه الظاهرة التي نواجهها يجب بحثها من قبل رجال الشرطة ومن قبل مركز الأبحاث في المملكة وخاصة جامعة نايف للعلوم الأمنية ومعرفة كل ما يتعلق بهذه الظاهرة من دوافع وأسباب ووضع الحلول للحد منها والقضاء عليها. ويمكن بحث الحالات التي يتم ضبطها من قبل الشرطة بواسطة أخصائيين في علم النفس وأخصائيين اجتماعيين ومعرفة كيفية الحصول على الأسلحة سواء كانت أسلحة نارية أم بيضاء وبالتالي سد تلك المنابع بصورة تامة. وهناك أمر آخر وهو من شأن المباحث الخاصة بالشرطة في جميع مناطق المملكة لتتبع من لديه أسلحة نارية أو بيضاء، فالشباب الذي لديه سلاح ويحمله لابد أن يتباهى به في وقت من الأوقات، وخاصة في مناسبات الأفراح والزواجات الذي دائماً ما يؤدي إطلاق النار فيها إلى بعض الإصابات التي قد يؤدي البعض منها إلى الوفاة، لذا يجب أن تكون مراكز الشرطة يقظة للإبلاغ عن مثل هذا الشاب لأن احتمال استخدامه للسلاح الذي لديه حتى ولو كان ضئيلاً إلا أن الأفضل تجريده من ذلك السلاح، فبلادنا بلد الأمن والأمان، ويضرب بها الأمثال في قلة الجرائم المنظمة أو العصابات الخطيرة رغم اتساع مساحة مناطق المملكة، اللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان واستقرار الأحوال بفضل الله ثم بفضل رجال أمننا البواسل في جميع القطاعات بمتابعة واهتمام رجل الأمن الأول سمو وزير الداخلية في ظل توجيهات قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.