تاريخ الأمم يمثل الأساس المتين الذي تعلو فوق أركانه نهضتها، والجذور العميقة التي تمد كيانها بأسباب الحياة، وبواعث النماء، لتجني أطيب الثمار، وأنضرها.. وذلك حين ينزل تاريخ الأمة من وجدانها منزلة التذكيرات العلمية، لا الذكريات العابرة. من هذا المنطلق، فإن المملكة العربية السعودية في مثل هذه الأيام من كل عام تخالجها حالة فريدة من التألق، وشعور فذ بالتفوق والانتصار في احتفالات يومها الوطني، يوم أصدر جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- المرسوم الملكي الذي يعلن فيه قيام المملكة العربية السعودية في 17 جمادى الأولى عام 1351ه، بعد عقود قضاها في جهاد عظيم، ابتغاء توحيد أجزاء الدولة السعودية، والتأليف بين قلوب أبنائها. وقد خطت المملكة العربية السعودية لكيانها الناشئ منذ ذلك التاريخ طريقاً من الكفاح لا ينقطع، تحدوها روح وثابة إلى المعالي لتفتر، وعزيمة ماضية إلى الرفعة لا تلين ولا تضعف، وهمة متقدة بنور الأمل في غد أفضل، وحياة أرغد، وتقدم أسرع وأسبق، فكان لها ما تمنت، وها هي تلحق بركب الحضارة الإنسانية بفضل ما حققت من نجاحات متوالية في ميادين شتى، أبرزها ميدان العلم، ونشر الثقافة، وإيقاظ الوعي المعرفي بين أبناء الوطن، وما زلنا نطمح إلى المزيد. فهنيئاً لأمتنا ملكاً وشعباً باليوم الوطني في ذكراه الرابعة والثمانين، سائلاً الله العلي القدير أن يكلأ الجميع برعايته، وأن يحوط هذا الوطن بحفظه، وأن يعيد ذكرى هذا اليوم على وطننا وهو ينعم بالأمن والرقي والتقدم والازدهار.