أجمع عدد من المسؤولين في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على أهمية ملتقى: (دور المسجد في تعزيز القيم الوطنية) الذي ينظمه فرع الوزارة بمنطقة الرياض بالتعاون مع إمارة منطقة الرياض معربين عن تفاؤلهم أن الملتقى وفعالياته سيسهم -بإذن الله تعالى- في تعزيز الانتماء الديني، والوطني, وترسيخ القيم والمبادئ الشرعية والوطنية في نفوس أبناء هذا الوطن المبارك. واتفقوا -في تصريحات لهم عن الملتقى الذي تنطلق أعماله يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من شهر ذي القعدة الجاري 1435ه في قاعة الأمير سلطان الكبرى في فندق الفيصلية بمدينة الرياض- أن للمساجد مكانة سامية ومنزلة رفيعة في نفوس المسلمين فهي مكان اجتماع المؤمنين للصلوات المفروضة وقراءة القرآن العظيم وحفظه، وتدارس العلم وتدريسه، ومنطلق الدعوة والإصلاح والبيان لما فيه المصلحة الشرعية والوطنية، لافتين النظر إلى أن من رسالة المسجد الدعوة إلى اللحمة الوطنيّة والتراحُم فيما بين أفراد المجتمع وأبناء الوطن الواحد حيث يعد المسجد من أهم مؤسسات المجتمع الدينية والتعليمية والتربوية والاجتماعية. خطورة التطرف بداية يؤكد وكيل الوزارة للشؤون الإسلاميّة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله العمّار أن من النُصح للمسلمين إرشادهم عن الأخطار التي تعتريهم كتبصيرهم وإرشادهم عن خطورة التطرُّف والغلو والإرهاب، والدعوة إلى الالتفاف حول قادة هذه البلاد وعلمائها، فلا خير في مجتمع لا يلتفُّ حول قادته وعلمائه، ومن رسالة المسجد الدعوة إلى اللحمة الوطنيّة والتراحُم فيما بين أفراد المجتمع وأبناء الوطن الواحد، ومنذ قيام دعوة الشيخ المجدد الإمام محمد بن عبدالوهاب بدعوته السلفيّة التي ناصرها الإمام محمد بن سعود رحمه الله، شهدت بلادنا بعدها اهتماما بالمساجد، ولهذا رأينا حلقات العلم بالمساجد وتعليم القرآن الكريم، فتجدد عصر الإسلام الزاهي. واسطة التواصل وقال وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبد العزيز السديري أن وظيفة المسجد من الوظائف الشرعية التي لها الدور الأكبر في التأثير في المجتمع متى ما أحسن منسوبو المسجد توظيفها على وجهها الشرعي، حيث إنه مرتكز الحياة، وواسطة التواصل بين أفراد المجتمع، والإمام والخطيب والداعية يستطيع عبر عمله في المساجد أن يزرع القيم الأخلاقية التي تستقيم بها الحياة، وأهمها: قيم العقيدة الصحيحة، التي عليها حياة الإنسان، من الإيمان بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر، ومن صورها الظاهرة: لزوم الناس لجماعة المسلمين وإمامهم، والسمع والطاعة له، كما يزرع قيم الأخلاق في المجتمع بما يكون من تعاون وتحاب بين أفراد المجتمع، وما يكون من تواصل ولقاء، ويزرع قيم المواطنة بتقدير بنية الوطن الذي يعيشون، فيه وأن صلاح الوطن استمرار لحياتهم، والإضرار به إضرار بلحمة المجتمع، ويزرع القيم العليا في الأمة، أفراداً وجماعات، بعلاج ما يراه الناس من أحداث في واقعهم، علاجاً شرعياً، على ضوء ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، واصفاً الملتقى بأنه نقلة نوعية في أنشطة فرع الوزارة في منطقة الرياض. الدعوة والإصلاح وقال وكيل الوزارة المساعد لشؤون المساجد الشيخ عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل الشيخ: إن الجميع يدرك ما للمساجد من مكانة سامية ومنزلة رفيعة في نفوس المسلمين فهي مكان اجتماع المؤمنين للصلوات المفروضة وقراءة القرآن العظيم وحفظه وتدارس العلم وتدريسه ومنطلق الدعوة والإصلاح والبيان لما فيه المصلحة الشرعية والوطنية. وأبان فضيلته أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد من منطلق مسؤولياتها بالمساجد ومنسوبيها أولت عناية فائقة بدءاً من التعيين ومتابعة بعده لواجباتهم حتى تكون على أكمل وجه وتعزز فيهم عبر وسائل عديدة كالندوات واللقاءات، والحملات والبرامج الهادفة الانتماء والمواطنة الحقة وتثبت فيهم القيم الوطنية لما لذلك من أثر على مرتادي المساجد حيث تكون الحصانة -بإذن الله- وتشيع المفاهيم الصحيحة لديننا مما يكون باعثاً على سلوكيات حميدة وشدة تعلق بالانتماء الصحيح للدين والوطن. وقال: إن المأمول من مثل هذه الحملات وهذه الملتقيات أن ترفع مستوى الوعي والانتماء والتمسك الصحيح بتعاليم ديننا وما يجب علينا تجاه وطننا حتى نكون جماعة واحدة لا مجال لاختراقها محصنة قلعتها، منيفة أسوارها، تتكسر عليها سهام البغي والعدوان، حاثاً الخطباء والأئمة بالعناية بهذه الملتقى وما يصدر عنه تحقيقاً لأهدافه الخيرة التي نسعى جميعاً لتكون واقعاً ملموساً في حياتنا عند الصغير والكبير وعند الذكر والأنثى. تعزيز الانتماء ويشير وكيل الوزارة للشؤون الإدارية والفنية الأستاذ عبدالله بن إبراهيم الهويمل: إلى المكانة الجليلة للمسجد تدل على آثاره العظيمة، وثمراته الكريمة على الفرد والمجتمع، في الدنيا والآخرة، والمجتمع المسلم عندما يصل إلى هذا المستوى من الوحدة والتكافل بين أفراده، فإنه يستحيل أن تؤثر فيه المؤامرات الخارجية، أو تنال منه مكايد الأعداء مهما كانت، فتجدها كلها تتحطم، وتتكسر أمام صخرة المجتمع المتراص كالبنيان، كما تتكسر أمواج البحر أمام صخور الشاطئ، ولأجل ذلك فإن أول ما ينبغي للأمة الإسلامية، عند مواجهة أي مشكلة من المشكلات، أن تبدأ معالجتها من خلال المسجد، وإحياء رسالته, وتفعيل دوره من خلال خطب الجمعات، وتوجيهات الأئمة، والدروس العلمية، وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، وحلقات العلوم الأخرى, مما سيكون من الأسباب -بإذن الله تعالى- في إعادة الروح إلى جسد الأمة، ونشر الوعي لديهم، وتعزيز الانتماء الديني والوطني في أبنائها، وترسيخ القيم والمبادئ الشرعية والوطنية في نفوس المواطنين, ليكون كل واحد منهم جندياً في الدفاع عن دينه ووطنه، والوقوف سدا منيعا أمام كل ما يسيء إلى أمن المجتمع، أو يضر بمقدراته الوطنية، ومن أجل تحقيق تلكم الأهداف السامية، والمقاصد العالية، جاء تنظيم الوزارة لهذا الملتقى المبارك (دور المسجد في تعزيز القيم الوطنية) برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة الرياض، وكل ذلك يؤكد على النهج الإسلامي الذي تلتزم به حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد، وسمو ولي ولي عهده -حفظهم الله ورعاهم- والمتمثل في تعزيز القيم الدينية، والمبادئ الوطنية في نفوس المواطنين.