أحد أصدقائي (المُلتزمين) يترك حارتهم، متجاوزاً 3 جوامع ليحضر صلاة وخطبة الجمعة في الحارة المجاورة؟! السبب أن الإمام هناك صلاته خفيفة، وخطبته قصيرة ومركزة ومفيدة، ويطلعون قبل الناس (بربع ساعة)!. إذا كان هذا حال (المُلتزم)، فما هو حال بقية المصلين مع مواضيع (خطبة الجُمعة)؟!. السؤال: هل قامت وزارة الشؤون الإسلامية يوماً ما، بعمل (دراسة ومسح) عن مدى رضا المأمومين عن الإمام، واختياره لمواضيع خطبته؟!. بالكاد أن تجد فرقاً بين موضوع ولغة خطبة جامع في مدينة سكنية جامعية؟ وخطبة جامع في هجرة أو قرية نائية ؟ وخطبة جامع بجوار سكن أطباء أو داخل مدينة طبية؟ قليل من الأئمة اليوم يدرسون حال المتلقين، وثقافتهم، ليقدموا لهم خطبة مفيدة تنفعهم في دينهم ودنياهم، وتعالج قضاياهم العصرية، وحاجاتهم اليومية المحلية وتناسب حالهم ؟!. لم يعد صراخ الإمام على (منبر الجمعة) مجدياً، ولا ترديد الجمل الروتينية المسجوعة جذاباً، الناس تحتاج من يخاطب عقولها، والفيصل في ذلك - حال المصلين - فهم ما بين (نائم، أو متأخر يترقب انتهاء الخطبة، أومنشغل)؟!. في حال لم تتدخل وزارة الشؤون الإسلامية لتطوير (لغة ومواضيع) خطبة الجمعة، فإنها ستتحول إلى عادة أسبوعية جامدة، لا عبادة متجددة، نحن نريد استشهاداً بالآيات والأحاديث المناسبة لموضوع الخطبة، نريد خطبة تحرك مشاعرنا نحو عمل الخير، وتذكرنا وتدفعنا للتمسك بعقيدتنا، وحب مجتمعنا ووطننا..! للأسف ما نتعرض له أسبوعياً في معظم الجوامع هو كلام (مكرور) لا يخاطب العقل ليتحرك، ولا المشاعر لتفيض، أعده الخطيب (كواجب وظيفي روتيني)، وليس كرسالة تبين عظمة هذا المنبر، وتعالج حاجات وظروف المأمومين، وإن كان في كل خير؟!. بكل تأكيد وزارة الشؤون الإسلامية ضمن مسؤولياتها وضع خطة لتطوير - أداء خطباء الجوامع - وتحفيزهم لاختيار مواضيع مناسبة لحال المصلين، لا نريد تعاميماً روتينية وظيفية، ولا خطبة موحدة، بقدر ما نريد أساليب متجددة، ودورات تطويرية في الكتابة والخطابة!. حتماً هناك فرق بين خطبة (الداعية وصاحب الرسالة)، وبين خطبة وحديث (الموظف) صاحب المهنة !. وعلى دروب الخير نلتقي.