قتل مسلحون أمس الأربعاء شرطياً يواكب فريقاً طبياً في حملة تلقيح ضد شلل الأطفال في المناطق القبلية بشمال غرب باكستان، التي تعتبر البؤرة الأولى لهذا المرض في العالم على ما أعلنت السلطات المحلية. وأطلقت السلطات الباكستانية أواخر آب - أغسطس حملة جديدة للتلقيح ضد شلل الأطفال في هذه المناطق، لكن فريق من الملقحين استهدف في قطاع باجور. وقال شاه نسيم خان وهو مسؤول كبير في الإدارة المحلية لوكالة فرانس برس «أن عنصراً من الشرطة القبلية يواكب طاقماً طبياً مكلفاً التلقيح ضد شلل الأطفال قتل في هجوم على فريقه»، موضحاً أن الطاقم الطبي سالم. وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت في مطلع آيار/ مايو الماضي حالة «الطوارئ الصحية العامة» في العالم بسبب انتشار شلل الأطفال في بلدان مختلفة انطلاقاً من سوريا والكاميرون وباكستان. ومنذ بداية العام فإن 80% من حالات شلل الأطفال التي تم إحصاؤها في العالم سجلت في باكستان حيث أحصيت 117 إصابة حتى الآن في 2014 مقابل 93 في السنة السابقة. وتتركز هذه الإصابات في المناطق القبلية التي تعتبر معقلاً لطالبان على تخوم أفغانستان. لكن عداء المتمردين وبعض الأئمة الذين يعتقدون أن اللقاح يحتوي على عناصر خنزير أو أنه يتسبب بالعقم، وحتى أنهم يتهمون الملقحين بأنهم جواسيس يعملون لحساب الغرب، أدى إلى تعقيد عملية القضاء على هذا المرض. وقتل 58 شخصاً على الأقل في هجمات معادية لحملات التلقيح ضد شلل الأطفال منذ كانون الأول/ديسمبر 2012 في باكستان وبخاصة في شمال غرب البلاد. في ذات السياق أكد الجيش الباكستاني أمس الأربعاء أنه قتل 35 متمرداً من طالبان ودمر ثلاثة معاقل للحركة في غارات جوية جديدة في إطار هجوم واسع يشنه على المتمردين في شمال غرب البلاد. وبدأت باكستان في حزيران/يونيو حملة للقضاء على قواعد المتمردين في إقليم وزيرستان الشمالي على الحدود الأفغانية، بعد هجوم دام استهدف مطار كراتشي وقضى على محادثات السلام المتعثرة مع المتمردين. وأكد مسؤولون أن الغارات الجوية نفذت صباح الأربعاء الباكر في منطقة داتا خيل في إقليم وزيرستان الشمالي القبلي. وأعلن الجيش في بيان «تم تدمير ثلاثة معاقل للإرهابيين في غارات جوية دقيقة في شمال غرب داتا خيل في وقت مبكر صباح اليوم. وقتل 35 إرهابياً». ويمنع على الصحافيين الوصول إلى منطقة النزاع لذلك يتعذر التحقق بشكل مستقل من عدد القتلى وهوياتهم. واستخدمت الغارات الجوية والمدفعية والهاون والعمليات البرية لاستعادة السيطرة على مناطق في وزيرستان الشمالي الذي بات ملاذا لمقاتلي حركة طالبان الباكستانية وغيرهم من المسلحين. وأكد الجيش أن مدينتي ميرانشاه ومير علي الكبريين أصبحتا خاليتين من المتمردين إضافة إلى طريق بطول 90 كلم تعبر الإقليم. وضغطت واشنطن على إسلام آباد طوال سنوات من أجل القضاء على معاقل المتمردين في وزيرستان الشمالي التي أطلقوا منها هجمات على قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان المجاورة.