سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة وفّقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فقد اطلعت على مقال للأستاذ سلمان بن محمد العُمري «المثبطون» في مقاله الأسبوعي بعدد «الجزيرة» رقم 15303 في 26-10-1435ه وهي لفتة تربوية زامنت بداية العام الدراسي، لتحل محلها اللائق بها في قلوب المربين والمربيات، آباء وأمهات ومعلمين وأصدقاء وأقارب وزملاء. فأغار وأنجد في مقالته هذه «المثبطون» بذكر بعض أدوات فن التثبيط.. ومن جديد إضافته في الموضوع ما ذكره، عدم إلمام المستشار بالموضوع، وعدم تشجيع الأبناء على اتخاذ مثل هذه القرارات في حياتهم باعتمادهم على أنفسهم ومعرفتهم بإمكاناتهم وقدراتهم، بل احتقارهم، وألمح إلى كيفية التعامل مع هذه الأدوات بقراءات وتدبر قصص الناجحين، وتحويل المثبطات إلى محفظات بعد التوكل على الله - عزَّ وجلَّ - واستشارة الأمين وعدم الوقوف عند محطة البداية ....إلخ. شكراً للكاتب فالتثبيط من الحيل النفسية التي يقرّر فيها الفرد الفشل على نفسه، قبل بذل الأسباب العادية وقبل تجريتها، والتثبيط قد يقضي على قضية عادلة بالكامل، وقد جاءت هذه المفردة في القرآن الكريم بمعنى رد الإنسان عن الشيء الذي يهم بفعله، ضمن أدوات تأخير النصر وعوائقه في الجهاد في سبيل الله، قال تعالى: {وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ} ومن أدوات التثبيط أيضاً: وضع المتعلم في جو الماضي ومرحلة ضعفه ونقص عقله، دون نقله لآفاق ورحابة نجاح المستقبل، ورجاحة العقل ونضجه ووفرة الإنتاجية، وهذا بعينه ما اشتغل عليه الطاغية فرعون مع نبي الله موسى عليه السلام قال تعالى حكاية عنه: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ} لكنه غفل عن أن الإنسان ابن يومه وليس ابن أمسه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.