الكثير من جيلي يتذكر المسرح المدرسي وحضوره التربوي بالرغم من عدم تواجده ضمن المبنى المدارس، كما هو الحاصل الآن ولكن روح المبادرة من قبل الهيئة التعليمية حاضرة من خلال جهودها وإمكاناتها المتاحة فتحاول أن تبحث في أروقة المدرسة عن زاوية مرتفعة وتجعلها مكاناً لفعاليات المسرح المدرسي الذي تقام فيه مجموعة من الأنشطة المتنوعة، والتي يغلب عليها برامج التوعية والتثقيف والتحبيب للعلم فتجد الطلاب متابعين ما يتم في المسرح المدرسي ويعتبرونه جزءاً مهماً في تحصيلهم الدراسي، أما الآن بالرغم من تواجده ضمن المبنى المدرسي إلا أنه لم يفعل بالشكل المطلوب في معظم مدارس المملكة، والذي قد يعود لعدم وجود المتخصصين فيه وهذا دور الإعلام التربوي الذي يتطلب منه أن يوجد كوادر إعلامية تربوية من خلال خريجي أقسام الإعلام في الجامعات السعودية الذين ممكن الاستعانة بهم بعد إلحاقهم بدورات تربوية ليتولوا المسرح المدرسي في المدارس باعتبارهم متخصصين فيه فناً وإخراجاً بالتنسيق مع الهيئة التعليمية، وكاتب النص الذي سوف يعرضه من خلال المسرح المدرسي لاشك أن أقدام وزارة التربية والتعليم على الاهتمام بالمسرح المدرس من خلال هذا التوجه الذي أشرت إليه سوف يتيح الفرصة للهيئة التعليمية في جعل المسرح المدرسي عنصراً مهماً في العملية التربوية باعتباره يعتمد على الإثارة والتشويق وترسيخ الفكرة بين الطلاب فوسائل الاتصال الاجتماعي ووسائل التقنية الحديثة يتشوق لها الطلاب وأخذت من وقتهم الشيء الكثير ومعظم ما يأخذه الطلاب منها يصب في الجانب السلبي، فكيف عندما يتم تفعيل المسرح المدرسي سوف تكون الفائدة أكثر وربما جعلت الطلاب يراجعون حساباتهم في التعامل مع هذه الوسائل؛ لأن المسرح المدرسي تتم فيه المعالجة لكل الظواهر غير السوية، وخصوصاً في هذا العصر الذي تواجه الأمة الكثير من التحديات ولاسيما الفكرية المتطرفة التي اختطفت الشباب وأوهمتهم بأحلام واهية وشككتهم في عقيدتهم وعلمائهم وولاة الأمر فيهم والذي يعود لفقدان الحصانة عند هؤلاء الشباب وأحياناً قد يكون بعض أعضاء هيئة التدريس له دور في ذلك، وإن كانوا قلة، ولكن عندما يكون التوجه العام داخل المدرسة يصب في محاربة التطرف ومن خلال برامج متنوعة ومن بينها المسرح المدرسي، لأن ما يعرض في المسرح سوف يحذر الجميع حتى من هم من أعضاء هيئة التدريس في المدرسة والذين لديهم نزعات تطرفية؛ فلهذا أهيبوزارة التربية والتعليم أن تولي محاربة التطرف اهتماماً خاصاً وجعل المسرح المدرسي عنصراً مهماً في محاربته، لأن ما يخطط له أعداء المملكة يتزايد يوماً بعد يوم، والمشاهد على ذلك كثيرة فعمليات التفجير التي تمت داخل المملكة وخارجها الذي قام بها معظمهم من أبناء المملكة، وما يحدث في بعض الدولة العربية من حروب داخلية نجد أن بعض الشباب السعودي غرر بهم واستخدموا كأداة لتنفيذ مخططاتهم، ولم يكتشف البعض من هؤلاء الشباب ذلك إلا بعد فوات الأوان، والذي ليس لهم فيه حيلة ولا قوة فهم أمام خيارين لا ثالث لهما: تنفيذ مخططاتهم وإلا القتل وهذا ما تشهد به أماكن الصراعات في العالم العربي والتي سربها بعض العائدين إلى رشدهم من الشباب الذين غرر بهم والمجتمع السعودي بطبعه يحمل نزعة التدين والوسطية ولكنه يحتاج إلى من يرسخها من خلال المنهج التربوي؛ فهؤلاء الشباب الذين عادوا إلى جادة الصواب يمكن أن يلعبوا دوراً مهماً في السناريو الذين يكتب والذي يحارب التطرف من خلال المسرح المدرسي لإقناع وحصانة من تسول له نفسه الوقوع في حبال التطرف، وأجدها فرصة مناسبة أن تجعل وزارة التربية والتعليم محاربة الفكر التطرفي حاضرة في كل يوم مدرسي يتم التطرق إليه من قبل مدرس الفصل؛ بحيث كل يوم يتحدث عن مدرس ما من مدرسي المادة طيلة الأسبوع وبطريقة تربوية مشوقة كذلك الإذاعة المدرسية الصباحية يجب أن لا تخلوا برامجها اليومية من كلمات وقصص تنبذ التطرف وترسخ الوسطية والاعتدال بين الطلاب. والله من وراء القصد..